أفاد الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم بأن سد النهضة الإثيوبي هو أحد العوامل الأساسية التي أدت إلى انخفاض منسوب مياه النيل الأزرق، الذي يعتبر مورد مائي رئيسي لمصر، ويأتي هذا في ظل استمرار التوترات بين مصر والسودان من جهة وبين إثيوبيا من جهة أخرى، بسبب تأثيرات السد على تدفقات المياه.
تراجع منسوب المياه في نهر النيل
أوضح إبراهيم أن توربينات القمة في السد، التي كانت تعمل بشكل جزئي في الأيام السابقة توقفت عن العمل مما تسبب في تأثير سلبي على تدفق المياه، يبدو أن إثيوبيا تعتمد استراتيجية تشغيل التوربينات العلوية بالتناوب بدلا من تشغيلها جميعا في نفس الوقت، وقد وصف الباحث هذا الإجراء بأنه يؤدي إلى تلف دول المصب مصر والسودان.
إيقاف توربينات سد النهضة
أشار الباحث إلى أن سد النهضة الذي وصف بـ ‘الكارثي’، يعتبر من أسباب انخفاض مياه النيل الأزرق قرب الحدود السودانية، حيث أشار إلى أن التوربينات العلوية كانت تعمل جزئيا ولكنها توقفت مؤخرا مما أدى إلى تراجع واضح في منسوب المياه، ويبدو أن إثيوبيا تعتمد على تشغيل توربينين من التوربينات المنخفضة فقط، وهو الأمر الذي أثر على تدفق المياه في النهر.
تشغيل التوربينات العلوية
قال إبراهيم في تصريحات صحفية إن إثيوبيا تقوم بتشغيل التوربينات العلوية بشكل منفصل بدلا من تشغيلها بشكل متزامن مما يؤثر سلبا على مصالح دول المصب، وأشار إلى أن تشغيل التوربينات يجب أن يأخذ في الاعتبار الاحتياجات المائية لدول المصب، خاصة عندما يتعلق الأمر بنهر دولي مثل نهر النيل، أشار إلى أن عدم اكتمال تشغيل كل توربينات السد حيث لا يعمل منها إلا ثلاثة من إجمالي 13 توربينا، يزيد من تفاقم أزمة تدفق المياه إلى السودان ومصر.
تراجع في منسوب النهر
- وقد قدم الباحث أدلة جديدة على سد النهضة تظهر الاعتماد على توربينين فقط مشيرا إلى أن هذه الأدلة تؤكد التراجع في منسوب النهر الذي تم رصده سابقا.
- وأوضح أن البيانات تظهر انخفاضا حادا في مستوى مياه النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية حيث بلغ المستوى 488.74 مترا في 17 أغسطس 2024، مقارنة بـ 495.64 مترا في 19 أغسطس 2021، مما يعكس تأثير السد على تدفق المياه.
لقطات حديثة لسد النهضة
أشار الباحث إلى أن اللقطات الجديدة لسد النهضة توضح استخدام توربينين فقط، مما يظهر تأثيره على منسوب النهر وأكد أيضا على انخفاض حاد في منسوب المياه في النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية، حيث بلغ 488.74 مترا في 17 أغسطس 2024 مقارنة بـ 495.64 مترا في 19 أغسطس 2021، ما يعكس تأثير السد على تدفقات المياه.
غلق المنفذين السفليين للسد
قال إبراهيم أن هذا الانخفاض الحاد في مستوى المياه يعود إلى إغلاق المنافذ السفلية للسد وعدم تشغيل جميع التوربينات، أشار إلى أن هذا التدبير أدى إلى انخفاض منسوب النهر إلى أدنى مستوى له منذ سنوات مما يثير قلقا كبير بشأن تأثير السد على موارد المياه لدول المنطقة.
سد النهضة
- أشار الباحث إلى أن ارتفاع منسوب مياه النيل الأزرق كان 495.61 متر في 6 أغسطس 2020 و 496.77 متر في 21 أغسطس 2019، مما يشير إلى انخفاض كبير في المنسوب الحالي، وأكد أن هذه البيانات موثقة واعتمدت على صور لمجرى النهر بالقرب من الحدود السودانية، وفقا للمراقبة التي تمت في فترات زمنية قريبة من تلك الأيام.
- وختم إبراهيم حديثه مؤكدا على ضرورة تشغيل السد الإثيوبي بالتنسيق مع دول المصب لضمان تلبية احتياجاتها المائية، خاصة في ظل التحديات الناجمة عن تغير المناخ وزيادة الطلب على الموارد المائية، ودعا إلى تعزيز الحوار والتفاوض بين الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق يحافظ على حقوق الجميع في مياه النيل ويجنب المنطقة المزيد من التصعيد والتوترات.