تراجعت قيمة الدولار الأمريكي عالمياً، مسجلة أدنى مستوياتها في عامين، حيث انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.59% إلى مستوى 100.797 يأتي هذا التراجع في ظل تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، التي أثارت توقعات قوية في السوق بشأن خفض الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من هذا العام.
وأشار باول إلى أن الاقتصاد وسوق العمل يعانيان من تأثيرات الفائدة المرتفعة التي تتجاوز 5% حالياً، مما دفع الفيدرالي إلى التفكير في خفض الفائدة لتخفيف الضغوط الاقتصادية جاء هذا التوجه في ظل ضعف الأداء الاقتصادي وضرورة تحسين الظروف في السوق.
في سياق متصل، شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعاً بنسبة 1% بعد تصريحات باول في ندوة جاكسون هول السنوية، حيث تم تسعير عقود الذهب الآجلة ليرتفع سعرها بنسبة 1.2% إلى 2547 دولاراً للأوقية رغم هذا الارتفاع، إلا أن الذهب يتجه نحو تسجيل انخفاض أسبوعي.
من جهة أخرى، سجل الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة انتعاشاً قبل خطاب باول، حيث قام التجار بتسعير إمكانية تخفيف السياسة النقدية بشكل كامل خلال الاجتماع المقبل للفيدرالي، مع توقعات بنسبة 76% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس تؤدي بيئة أسعار الفائدة المنخفضة إلى تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن وغير مدر للعوائد.
تحكم الدولار في السوق العالمية يتمتع بأهمية كبيرة، حيث يعد العملة الرئيسية التي تسود التجارة الدولية والتمويل، يعود ذلك إلى عدة عوامل رئيسية:
1. الاحتياطي العالمي: الدولار الأمريكي هو العملة الأكثر استخداماً كاحتياطي دولي، مما يعني أن العديد من الدول تحتفظ به كجزء من احتياطياتها النقدية لدعم استقرار عملاتها الخاصة وتحقيق الأمان المالي.
2. التجارة الدولية: معظم المعاملات التجارية الكبرى تُجرى بالدولار، بما في ذلك صادرات وواردات النفط والسلع الأساسية الأخرى، مما يعزز من دور الدولار كعملة مهيمنة في الأسواق العالمية.
3. الأسواق المالية: الدولار هو العملة الأساسية في أسواق المال العالمية، حيث تستخدم المؤسسات المالية الكبرى والصناديق الاستثمارية الدولار كعملة أساسية للتداول واستثمار الأصول المالية.
4. السياسة النقدية الأمريكية: قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تؤثر بشكل كبير على حركة الدولار في الأسواق العالمية، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات في معدلات الفائدة أو السياسات النقدية إلى تقلبات في قيمة الدولار.
5. الثقة في الاقتصاد الأمريكي : الثقة في الاستقرار الاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة تعزز من قوة الدولار، مما يجعله ملاذاً آمناً للمستثمرين خلال الأوقات الاقتصادية المضطربة.
في المجمل، يُعتبر الدولار الأمريكي محركاً أساسياً في الاقتصاد العالمي، ويسيطر على العديد من مجالات التجارة والاستثمار، مما يبرز دوره المركزي في النظام المالي الدولي.