في تايوان، يكرم الموتى بطرق فريدة وغير تقليدية، حيث تعتبر الجالية الصينية أن حرق المجسمات الورقية هو وسيلة لإرسال الهدايا إلى الأجداد ليستخدموها في الآخرة، تتنوع هذه المجسمات من الفيلات الصيفية مع أحواض السباحة إلى استوديوهات التصوير السينمائي بكامل تجهيزاتها، مما يعكس رغبة الأحياء في تأمين حياة مريحة للأموات.
من المال إلى التكنولوجيا الحديثة
في الماضي، كانت تقديمات المجسمات الورقية تقتصر على الأموال وسبائك الذهب، لكن في السنوات الأخيرة، تطورت هذه العادة لتواكب الحداثة، اليوم، تشمل هذه التقديمات أجهزة “آي باد”، هواتف محمولة، غسالات، سيارات، أجهزة تلفزيون، وبطاقات ائتمان، وكلها مصنوعة من الورق.
فن صناعة المجسمات: رفاهية في الآخرة
تطورت صناعة المجسمات الورقية في تايوان لتصبح فنا بحد ذاته، حيث يسعى الحرفيون إلى تزويد الموتى بمستلزمات فاخرة عادة ما تكون حكرا على الأغنياء والمشاهير في حياتهم، وتعد هذه المجسمات جزءا من العقيدة الطاوية، وهي الديانة الرئيسية في تايوان، وتستخدم في الجنازات، وفي الذكرى السنوية لوفاة الأجداد، وكذلك في المهرجانات الكبرى لتكريم الأسلاف.
إبداع وتقاليد متوارثة
لين شيان تشيانغ، أحد الحرفيين المتخصصين في صناعة المجسمات الورقية لتكريم الموتى، يعمل في هذا المجال منذ 30 عاما، يشير إلى أن طلبات الزبائن تزداد تعقيدا مع مرور الوقت، وتشمل مجسماته الأكثر رواجا الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر المحمولة، “خزنات صغيرة” مملوءة بالأموال وسبائك الذهب، وبطاقات الائتمان، وأعلن لين أن عائلته تنوي حرق المزيد من المجسمات لعمه خلال مهرجان تقليدي لتكريم الموتى، حيث يقوم الصينيون بزيارة قبور أجدادهم لتكريم ذكراهم.