تتداخل الأمثال الشعبية في حياتنا اليومية حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ منها، ومن المحتمل أنك استخدمت أحدها خلال يومك. كل مثل شعبي يحمل في طياته قصة أو دلالة معينة، ومن بين هذه الأمثال نجد “العرق دساس”يرتبط مثل “العرق دساس” بقصة شائعة تتعلق برجل غريب ادعى أنه سياسي، وملك إحدى البلاد. وفي هذا السياق، نستعرض “المصري لايت” أصل الحكاية.
قصة العرق دساس
بدأت القصة بدخول رجل غريب إلى بلدة ما، مدعيًا أنه سياسي قادر على حل المشكلات بين الأفراد والقبائل. سمع الملك حديثه في قصره، وأمر رجاله بإحضاره. وعندما دخل الرجل على الملك، سأله: “هل أنت سايس؟” بمعنى مربي الخيول. فأجابه الرجل: “لا يا مولاي، أنا سياسي”. لكن الملك أصر على أنه سايس، وأخبره أنه تم تعيينه للاعتناء بخيله، مهددًا إياه بالإعدام إذا لم يمتثل.
رفض الرجل في البداية، لكنه استجاب في النهاية خوفًا من الملك. وعندما تسلم الفرس من السايس السابق، حذره من أن الفرس عزيزة على الملك، وأن عليه ألا يخبره بعيوبها، وإلا سيواجه الإعدام.
أمر الملك بإعداد غرفة للرجل وتوفير ثلاث وجبات له ليبدأ مهمته. وبدأ الرجل بالفعل في الاعتناء بالفرس، لكنه هرب بعد عشرين يومًا خوفًا من الملك. فأمر الملك بإحضاره وسأله عن سبب هروبه، متسائلًا إن كان قد اكتشف عيبًا في الفرس.
طلب الرجل العفو، لكن الملك أصر على معرفة ما وجده. فقال الرجل: “هذه الفرس أصيلة، لكن من أخبرك أنها رضعت من أمها فقد كذب عليك”. انفجر الملك غضبًا وأمر بإعدامه، ثم استدعى الوزير الذي أهداه الفرس.
عندما حضر الوزير، سأله الملك عن سبب إعطائه الفرس التي لم ترضع من أمها. فأجابه الوزير: “مولاي، سامحني، لقد ماتت أمها عند ولادتها، ولم يكن لدي سوى بقرة واحدة فأرضعتها”.
أمر الملك بإخراج الرجل من السجن وسأله كيف عرف أن الفرس لم ترضع من أمها. فأجابه الرجل بأن الفرس الأصيلة تأكل من المعلف وهي مرفوعة الرأس، بينما فرس الملك تبحث عن الطعام على الأرض مثل البقر.
ثم أمر الملك بإطعام الرجل جيدًا، وأمره بخدمة زوجته. لكن الرجل توسل له أن يعفيه، إلا أن الملك أصر. وبعد فترة، سأله الملك عن ملاحظاته، فتوسل الرجل مرة أخرى، لكن الملك أصر على معرفة الحقيقة. فقال الرجل: “إنها تربية وأخلاق وكرم ملوك، لكن من قال لك إنها بنت ملوك فقد كذب عليك”.
غضب الملك بشدة وأمر بسجن الرجل وقطع الطعام عنه. ثم ذهب إلى والدي الملكة ليعرف قصة زوجته، فأخبروه بأن والد الملك ووالد الفتاة قد رتبوا زواجهما منذ أن كانت في الثانية من عمرها، لكن الفتاة توفيت بسبب الحصبة.
في تلك الأثناء، أصدر والد الملك أوامره بطرد الغجر من المنطقة، فتم طردهم وحرق بيوتهم. وعندما خرج والد الفتاة، وجد طفلة صغيرة لوحدها، فاعتنى بها حتى كبرت وتزوجها الملك كأنها ابنته.
بعد عودة الملك إلى قصره، استدعى الرجل من السجن وسأله كيف عرف بسر زوجته. فأجابه الرجل: “لأن لها غمزة في عينها، وهي عادة من عادات الغجر”.
أمر الملك بإطعام الرجل خروفًا في الصباح وآخر عند الغداء وثالث عند العشاء، وأمره بالجلوس بجواره، لكن الرجل هرب مرة أخرى. وعندما أعاده الملك، سأله عن سبب هروبه، فأجابه: “من قال لك إنك ابن ملك فقد كذب عليك، اذهب وابحث عن أصلك”.
ذهب الملك إلى والدته وسألها: “أنا ابن من؟” فأخبرته: “كان والدك ظالمًا ولا ينجب، وكان يتزوج الفتيات، وإذا لم تلد بعد تسعة أشهر، يذبحها”.
استمر في هذا المنوال حتى قضى على نصف بنات البلدة، وعندما جاء دورك، لم يكن أمامي سوى خيارين: إما الولادة أو الذبح. وكان في القصر طباخ، وأنت ابن هذا الطباخ،