اكتشاف أثري نادر وغير مسبوق ذلك الذى أعلنت عنه وزارة السياحة والآثار بشأن المقابر الرومانية التي عُثر عليها في منطقة أم الرَخَّم بمحافظة مرسى مطروح، حيث عُثر على العديد من القطع الأثرية المميزة، لكن تبقى “المدامع” أو زجاجات الدموع الرومانية هي أبرز تلك القطع، فما قصتها.
تشير كلمة ”دموع“ إلى قوارير زجاجية مختلفة الأشكال والأحجام صُنعت خلال العصر الروماني، وكانت النساء الرومانيات يملأنها بالدموع التي يذرفنها بعد ذهاب أزواجهم إلى الحرب كرمز للوفاء حتى يعود أزواجهم إلى المنزل، وعندما يموت أزواجهم يدفنها مع أحبائهم المتوفين. وكانت جرة الدموع تُدفن مع الحبيب المتوفى ويستمر الحداد على المتوفي حتى تختفي الدموع من الزجاجة التي يتم غلقها بسدادة محكمة الغلق، وكانت كثرة زجاجات الدموع في القبر دلالة على أن الميت كان محبوبًا ويتمتع بمكانة كبيرة ومنزلة عالية.
ووفقًا للمعتقد الروماني، كان يُعتقد أن المتوفى يُبعث بعد الموت، ولذلك كان يُدفن مع أثمن الأشياء التي امتلكها خلال حياته، والتي كانت دموع زوجته تعتبر أثمنها وأثمنها، وكانت جرار الدموع تُدفن بالقرب من رأس المتوفى وكانت زخرفتها وصناعتها تختلف حسب المستوى المادي للعائلة.
زجاجات الدموع في العصر الفيكتوري
وقد اختفت ”زجاجات الدموع“ مع الرومان، ولكنها استمرت في الوجود وعادت للظهور خلال العصر الفيكتوري في إنجلترا (بما في ذلك عهد الملكة فيكتوريا من عام 1837م إلى عام 1901م). يقال إن النساء كنّ يجمعن الدموع عندما يغيب أزواجهن لفترات طويلة، وعندما يعود كنّ يبكين تعبيراً عن حبهن له، وكلما زادت دموعهن كلما شعرن بمزيد من المودة تجاهه.