نجح العديد من أبناء جنوب سيناء في الاستفادة من ثروات المنطقة الطبيعية، حيث قاموا بجمع الأعشاب والنباتات التي تنمو في الوديان وأعالي الجبال، مستفيدين من خبرة تراثية متوارثة تستخدم في علاج العديد من الأمراض.
خبرة متوارثة وأجيال جديدة
سالم عودة التيهي، أحد خبراء جمع الأعشاب في منطقة سانت كاترين بجنوب سيناء، يروي تجربته الطويلة في هذا المجال يقول التيهي، البالغ من العمر 63 عاما، إنه بدأ في جمع الأعشاب منذ عام 2003، معتمدا على خبرة ورثها من الأجيال السابقة، وطورها من خلال دورات تدريبية وتعليمية، كما يعمل معه فريق من الشباب، يقومون بجمع الأعشاب وتجفيفها ثم تصنيفها وتوزيعها في عبوات حسب نوع كل عشبة واستخدامها.
الأعشاب وعلاج الأمراض
كل نوع من الأعشاب له استخداماته الخاصة في علاج الأمراض، على سبيل المثال، عشبة “السموه” تستخدم لتنظيم مستوى السكر في الدم، بينما “المرمرية” تعزز من فقدان الوزن وتخفف من آلام البرد، كما يستخدم نبات “الأراك”، المعروف بسواكه لتنظيف الأسنان، في علاج حصوات الكلى، أما “الزعتر”، فيعد مفيدا لعلاج أمراض البرد وتوسعة الشعب الهوائية، ويستخدم أيضا كبهارات لأكلات اللحوم، عشبة “الحرجل” تساعد في إذابة الحصوات وعلاج أمراض القولون، و”الشيح” يستخدم لعلاج الديدان، و”البردقوش” له استخدامات متنوعة منها التوابل وعلاج الأمراض الصدرية وأمراض النساء، زيت نبات “الحنظل” يستعمل كدهان لعلاج آلام المفاصل.
الطلب على الأعشاب ودورها في دعم الاقتصاد المحلي
بعد جمع وتجفيف الأعشاب، تعرض في المناطق السياحية وفي المهرجانات والمعارض التي تقام في جنوب سيناء، ويؤكد التيهي أن هناك طلبا متزايدا على هذه الأعشاب، خاصة من قبل الأشخاص الذين يبحثون عن علاجات طبيعية لتخفيف آلامهم، ويدفع نجاح التجارب الأولية الكثيرين للعودة والبحث عن تلك الأعشاب مرة أخرى.
مصدر رزق للشباب والأسر
يعتبر جمع وتغليف وبيع الأعشاب مصدر رزق للكثير من الأسر والشباب في المناطق الجبلية بجنوب سيناء، ينشط موسم جمع الأعشاب في فصل الربيع، حيث تكون النباتات قد اكتملت نموها وظهرت أزهارها، وتعتبر هذه الأعشاب البرية التي تنمو في أعالي الجبال وتحت سفوحها وفي مسارات الوديان من أهم مصادر الدخل المحلي، إلى جانب قيمتها العلاجية الكبيرة