في ظل الأجواء القاسية لجأ الفريق البحثي إلى استراتيجيات بديلة للبقاء مثل الاختباء تحت طبقات معزولة حراريًا من الثلوج، وقد فوجئ الفريق بشكل كبير بما حدث عندما غمرت سوزان أنثوني مجموعة من “العقارب المزيفة” الشمالية في المياه بهدف تحديد الفترة التي يمكن أن تبقى خلالها على قيد الحياة، بعد 17 يوماً تبين أن نصف هذه “العقارب” ما زالت حية وهو ما اعتبره كريستوفر بَدل إنجازًا رائعًا، إذ تتجاوز هذه الفترة بكثير متوسط فترة الفيضانات في هذه المنطقة من كندا.
“العقرب المزيف” يستطيع الحياة لمدة 17 يوماً دون تنفس
عندما سحبت “العقارب” من المياه لوحظ أنها أخذت لونًا مائلًا إلى الفضي مما يشير إلى أنها امتصت طبقة من الهواء غلّفت أجسامها، ويقول بدل إن العديد من مفصليات الأرجل تقوم بذلك لكن معظم العنكبوتيات تستخدم طبقة خاصة تشبه الدرع الواقي تشبه إلى حد ما خياشيم الأسماك لتمكينها من استنشاق الأوكسجين من الماء.
أما “العقارب المزيفة” فلا توجد مؤشرات تدل على أنها تتنفس بهذه الطريقة حيث أظهرت التجارب أن الماء الخالي من الأوكسجين لم يؤثر على قدرة هذه “العقارب” على البقاء.
الغموض لا يزال يحيط بكيفية بقاء هذه الكائنات حية تحت الماء لفترات طويلة ولكن قد يكون ذلك بسبب قدرتها على إيقاف العديد من وظائفها الجسدية، يعتقد بَدل أن هذه الكائنات قد تكون قادرة على إيقاف عمليات التمثيل الغذائي تحت الماء والبقاء على هذا الوضع لفترة طويلة.
هذا الاكتشاف يوفر فرصة لتعلم الكثير حيث يدرس العلماء حاليًا الكائنات القادرة على مقاومة البرودة الشديدة لمساعدة البشر في حل مشكلات مثل تخزين الأعضاء لعمليات الزرع، كما أن الكائنات القادرة على إيقاف عملية التمثيل الغذائي لأسابيع قد تكون مفيدة في رحلات الفضاء الطويلة، كما يلخص بدل قائلاً “لكل نوع حيوي قصة يرويها”.