تعد الصافنات الجياد من بين أبرز معالم ملك سيدنا سليمان، الذي منحته “الله” عز وجل ملكًا عظيمًا لم يُؤتِ به أحد سواه من أهل الأرض ومن هذا الملك تسخير الجن وتعلم منطق الطير، وهو ما أضفى عليه قوةً فريدة وجعل حكايته مصدرًا للإلهام والاعتبار.
الأحصنة المجنحة في القرآن الكريم
ذكرت الآية الكريمة: <وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ * وَالْقُرْسِيِّ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ * وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ>(صورة ص)
القصة والتفسير
وفقًا للتفاسير، عرضت الخيول على سيدنا سليمان في وقت الغروب، وهو ما جعله يتذكر أنه فاته وقت الصلاة بسبب انشغاله بجمال الخيول وعند غروب الشمس، أدرك سليمان أنه لم يؤدي صلاة العصر، ما أثار غضبه، ووفقًا لبعض الروايات، ذبح سليمان الخيول لأنه اعتبرها سببًا في انشغاله عن ذكر الله، وهو ما فسره البعض بذبح الخيل المجنحة التي ألهته عن الصلاة، بينما رجح آخرون أن المقصود هو جميع خيوله.
الخيول المجنحة والملك العظيم
الحديث الشريف يشير إلى أن انشغال سليمان بالخيل أدى إلى فوات الصلاة، لكن الله عوضه بما هو أسرع منها، وهي الريح والجن ويعد هذا تعبيرًا عن ملك لا ينبغي لأحد من بعده، ويعكس كيف أن الله منح سيدنا سليمان سلطات وأعطاها بُعدًا من الفهم والقدرة على التقدير فإن قصة الصافنات الجياد مع سيدنا سليمان تعكس عظمة الملك وتحديات القيادة، وتظهر كيف أن الانشغال بالزينة المادية قد يؤثر على العبادة، مما يضفي على القصة عبرة وموعظة عظيمة.