أزمة مزمنة تواجه سوق الدواجن حيث شهد قطاع الدواجن في مصر خلال الفترة الحالية حالة من الجدل بين منتجي الدواجن حول الأزمة التي يواجهها القطاع. بعض المنتجين يرون أن هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة بل هي مشكلة مزمنة تحتاج إلى تدخل عاجل من الحكومة لإيجاد حلول جذرية. تأتي هذه النقاشات في ظل تصاعد التحديات التي تواجه الصناعة، سواء من حيث ارتفاع تكلفة الأعلاف أو تأثير السياسات الاقتصادية.
أزمة مزمنة تواجه سوق الدواجن
أثارت أزمة قطاع الدواجن في مصر حالة من الجدل بين المنتجين، حيث طالب عدد من كبار المنتجين بوقف استيراد الدواجن، مشيرين إلى أن الاستيراد يؤدي إلى تدهور الصناعة وإلحاق خسائر بالمربين. في المقابل، رد منتجون آخرون بأن استيراد الدواجن ليس السبب الرئيسي في الأزمة الحالية، متسائلين عن تجاهل ارتفاع أسعار الكتاكيت بشكل كبير وتحميل المسؤولية لاستيراد الدواجن.
أزمة أسعار الكتاكيت
وفقًا للدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، فإن سعر الكتكوت الأبيض في السوق بلغ 40 جنيهًا في بعض الشركات، رغم أن تكلفته الحقيقية لا تتجاوز 15 جنيهًا، وهو ما يعتبر السبب الحقيقي وراء الأزمة. وأوضح السيد أن مصر تستورد حوالي 50 ألف طن فقط من الدواجن سنويًا، وهي كمية لا تكفي سوى 15 يومًا، مما يعني أن الاستيراد ليس السبب الفعلي وراء الارتفاعات في الأسعار.
احتكار كبار المنتجين
أشار السيد إلى أن أزمة القطاع تكمن في سيطرة كبار المنتجين على سعر الكتكوت واحتكاره، مما أدى إلى ارتفاع غير طبيعي في أسعاره. وأضاف أن صغار المنتجين يعانون من محاولات إخراجهم من المنظومة، حيث نجح كبار المنتجين في السيطرة الكاملة على السوق من خلال إنشاء محطات تفريخ، مما جعل الكتكوت يمثل الآن أكثر من 55% من تكلفة إنتاج الدواجن، وهو أمر غير معتاد.
انخفاض أسعار الأعلاف
وأشار السيد إلى أن أسعار الأعلاف، التي كانت تمثل سابقًا 70% من تكلفة الإنتاج، شهدت انخفاضًا ملحوظًا في عام 2024، إذ تراجعت إلى 20 ألف جنيه للطن بعد أن كانت 29 ألف جنيه في بداية العام، وهو ما كان من المفترض أن يساهم في خفض تكلفة الإنتاج، لكن المشكلة الآن تتمثل في ارتفاع سعر الكتكوت.
دعوات لتدخل الحكومة
شدد السيد على ضرورة تدخل الحكومة بشكل عاجل لمواجهة الممارسات الاحتكارية لكبار المنتجين، مطالبًا بوجود بورصة للدواجن تحدد الأسعار بشكل عادل وتطبيق قوانين منع تداول الدواجن الحية. وأكد أن عودة المنتجين الصغار إلى المنظومة من شأنه أن ينعش القطاع ويعيد التوازن إلى السوق.