السبب صادم.. لماذا لا تمتزج مياه المحيط الأطلنطي مع المحيط الهادئ؟

منذ نشأتنا نحن، وفى أولى دروس العلوم فى الإبتدائية، تعلمنا أن المياه هي سر الحياة، وان المياه تغطي ثلثي الأرض، والمياه المالحة تشكل نسبة 71 % من مساحة سطح الأرض، حيث تكون موزعة ما بين بحار ومحيطات، تتعدد الاسماء والأنواع حسب ما أطلق عليها بني البشر، حيث تختلف فى عدة عوامل، ليس فقط فى الإسم وانما تكمن الاختلافات في أنواع الأحياء المتواجدة فيها.

والجدير بالذكر أن المسطحات المائية تكون متصلة مع بعضها فى الكثير من الأحيان إلا أن كلا منها يسمى بمسمى اخر، والشائع أنها قد تكون ممتزجة ومتداخلة مع بعضها البعض لكنها ليست الحقيقة حيث أن هذه المحيطات والبحار منفصلة وهناك حدود لبست فقط على الخريطة وانما الحدود واقعية وموجود دة، والدليل على ذلك أن هناك حدود بين المحيطين الأطلنطي والهادئ، وقد تكون هذه مفاجأة صادمة للكثير من الأشخاص، لكن السؤال الذي قد يكون تبادر إلى ذهنك الآن.. كيف يمكن التمييز بين مياه المحيط الأطلنطي والمحيط الهادئ بالرغم من التلامس بينهما؟

التمييز بين مياه المحيط الأطلنطي والهادي

تختلف المياه من محيط لآخر فى الكثافة، التركيب الكيميائي ودرجة الملوحة، وهذا ما تسبب باختلاف لونيهما، وهذا ليس كلام انشاء بل ان هناك من شهد عدم امتزاج المحيط الأطلنطي مع المحيط الهادئ، ألا وهو المستكشف الشهير جاك كوستو عندما كان يغوص في مضيق جبل طارق، حيث تبين أن طبقات المياه ذات الملوحة المختلفة وكأنّها مقسمة بشفافية وشاهد أن لكل طبقة نباتاتها وحيواناتها التي تميزها عن الأخرى.

حقيقة وجود جدارٌ بين المحيط الأطلنطي والمحيط الهادئ

بالتأكيد هناك جدار بين المحيط الأطلنطي والمحيط الهادئ بالرغم من عدم رؤيتنا له، لكن هناك حاجز يسمى كلين cline وهو غير مرئي بين المجسمات المائية التي تحمل خواص فيزيائية وبيولوجية المختلفة، ومنها الهالوكلين التي تظهر عندما يكون الماء في المحيط أو البحر أشد ملوحة بخمس مرات على الأقل من البحر، والتجربة الفعلية يمكنك إنشاء خط هالوكين في المنزل من خلال سكب بعض ماء البحر أو الماء المالح الملون في كوب ثم إضافة بعض الماء العذب فوقه وسوف يتكون لديك خط الهالوكلين لكنه سيكون أفقياً.

تعلمنا فى دورس الفيزياء أن مياه المحيط الأقل كثافة تصعد فوق المياه الأكثر كثافة، لذلك فحاجز الهالوكين يجب أن يكون أفقياً وليس عمودياً لكن الاختلاف بين كثافتيهما أقل من أن تصعد مياه أحدهما فوق مياه الآخر وأكبر من أن تختلطا لذلك فتظهر بهذا الشكل.