تعتبر اللغة العربية من أعرق اللغات وأغناها من حيث المفردات والتعابير ومع هذه الغنى اللغوي، تبرز بعض المسائل الجدلية التي تتعلق بجمع بعض الكلمات، ومنها كلمة “حليب” فقد أثارت هذه الكلمة اهتمام النحويين واللغويين على مر السنين، ما دفع الكثيرين للتساؤل عن كيفية جمعها بشكل صحيح.
جمع كلمة حليب في اللغة العربية
“حليب” في اللغة العربية هي صيغة المفرد، وتعني اللبن الذي يتم إنتاجه من الحيوانات، مثل البقر والماعز وهي كلمة غير مشتقة، بل اسم جامد وفي هذه النقطة يكمن الجدل، إذ أن الكلمات الجامدة يصعب أحيانًا إيجاد صيغة الجمع المناسبة لها.
الآراء اللغوية حول جمع “حليب”
أثار جمع كلمة “حليب” جدلاً بين علماء اللغة والنحويين، وذلك بسبب طبيعة الكلمة وعدم وضوح صيغة الجمع الشائعة لها يمكن تقسيم الآراء إلى ثلاثة توجهات رئيسية:
الرأي الأول: لا جمع لها
يذهب بعض اللغويين إلى أن كلمة “حليب” لا يمكن جمعها لأن الحليب مادة سائلة غير قابلة للعد، تمامًا مثل الكلمات التي تدل على السوائل الأخرى مثل “ماء” و”زيت” لذا يعتبر هؤلاء أن كلمة “حليب” تستخدم دائمًا في صيغة المفرد، بغض النظر عن الكمية.
الرأي الثاني: جمع التكسير
يرى فريق آخر من اللغويين أن الكلمة يمكن أن تجمع بصيغة “أحلبة”، وذلك وفقاً لقواعد جمع التكسير التي تنطبق على بعض الكلمات التي تحمل نفس البناء وعلى الرغم من أن هذا الجمع غير مألوف في الاستخدام اليومي، إلا أنه ورد في بعض المصادر اللغوية القديمة.
الرأي الثالث: الجمع باستخدام “ألبان”
يميل فريق ثالث إلى أن كلمة “حليب” يمكن أن تجمع بصيغة “ألبان”، على الرغم من أن “لبن” هي كلمة أخرى تختلف عن “حليب” من حيث المعنى الدقيق، إذ أن “اللبن” يستخدم للدلالة على الحليب المتخمر أو الممزوج بالزبد ومع ذلك، يتم استخدام “ألبان” كجمع في بعض اللهجات العربية الدارجة للإشارة إلى منتجات الحليب بصفة عامة.
الاستخدام اليومي
في الحياة اليومية، نادراً ما يُستخدم أي جمع لكلمة “حليب” فعند الإشارة إلى كميات كبيرة من الحليب، يُقال “كمية من الحليب” أو “أنواع من الحليب” بدلاً من استخدام صيغة الجمع وهذا يعكس الطبيعة الشائعة للكلمة في الاستخدام اليومي، حيث يتم التعامل معها كاسم غير معدود.