تخفي وراء نكهتها القوية ورائحتها العطرة، أسرارًا صحية مذهلة، شجرة الكاري التي تنمو في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وخاصة في منطقة الخليج الهندي، واشتهرت بتوابلها التي تضفي نكهة مميزة على الأطباق، ولكن فوائدها تتجاوز المذاق اللذيذ، فقد أثبتت الدراسات أن مكونات الكاري تمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، مما يجعلها حليفًا قويًا لصحة الجسم بشكل عام، والأكثر من ذلك فإنها تتمتع بقدرة فائقة على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يجعلها عشبة واعدة في مكافحة مرض السكري.
عشبة سحرية تخفض السكر التراكمي في الدم
تعرف شجرة الكاري باسمها العلمي موريانا كوينيجي (Murraya koenigii)، وتنتمي إلى الفصيلة السذابية (Rutaceae)، وهذه الشجرة الاستوائية التي تتميز بأوراقها الخضراء الداكنة ورائحتها العطرية القوية، وحث لا تبدو سوى نكهة مميزة في المطبخ، ولكن خلف هذا المظهر البسيط تكمن كنوز طبية لا حصر لها، فبالإضافة إلى استخدامها الواسع في الطهي، وأثبتت الدراسات أن أوراق الكاري تمتلك خصائص علاجية فريدة تجعلها عنصرًا أساسيًا في العديد من الأدوية والعلاجات التقليدية.
فوائد أوراق الكاري في السيطرة على مرض السكري
أظهرت دراسات حديثة أن استهلاك أوراق الكاري يمكن أن يساعد بشكل كبير في السيطرة على مرض السكري، تحتوي هذه الأوراق على معادن أساسية مثل الحديد، النحاس، والزنك، والتي تلعب دور هام في الحفاظ على مستويات الجلوكوز الطبيعية في الدم.
دور أوراق الكاري في تقليل الإجهاد على الخلايا البنكرياسية
تتميز أوراق الكاري بقدرتها على تقليل الإجهاد التأكسدي على الخلايا البنكرياسية، الناتج عن الجزيئات الحرة التي قد تتسبب في تلف الخلايا وموتها.
وتلعب الخلايا البنكرياسية دور حيوي في إنتاج الأنسولين، وهو هرمون أساسي في تنظيم مستويات السكر في الدم، لذلك، فإن استهلاك أوراق الكاري بانتظام يمكن أن يساهم في حماية هذه الخلايا وتحسين التحكم في مرض السكري.
تأثير أوراق الكاري على السمنة وتنظيم الوزن
تعتبر السمنة من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، وقد أظهرت الأبحاث أن تناول أوراق الكاري بشكل منتظم يمكن أن يساعد في تقليل الوزن، مما يؤدي بدوره إلى تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم.
وبفضل هذه الخصائص، يمكن لأوراق الكاري أن تكون جزء من النظام الغذائي للأشخاص الذين يعانون من السكري أو أولئك الذين يواجهون خطر الإصابة به.
كيفية دمج أوراق الكاري في النظام الغذائي
يمكن دمج أوراق الكاري بسهولة في النظام الغذائي اليومي لمرضى السكري، يمكن تحميص الأوراق وإضافتها إلى الأطباق المختلفة، أو يمكن مضغها مباشرة للاستفادة من فوائدها الصحية.
ويوصى بتناول 6 إلى 8 أوراق من الكاري كل صباح على الريق كجزء من نظام يومي لمكافحة مرض السكري، وللوقاية من السكري، خاصة إذا كان وراثي في العائلة، يمكن مضغ 10 أوراق من الكاري يوميا.
استخدامات أخرى لأوراق الكاري
تعد السمنة أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في ارتفاع مستويات السكر في الدم والإصابة بمرض السكري، ولحسن الحظ يمكن أن تلعب أوراق الكاري دورًا فعالًا في إدارة الوزن، فقد أظهرت بعض الدراسات أن مضغ 6 إلى 8 أوراق من الكاري يوميًا قد يساعد في تسريع عملية فقدان الوزن، وعلى الرغم من أن مذاق أوراق الكاري قد يكون قويًا بالنسبة لبعض الأشخاص، إلا أنه يمكن دمجه مع مشروبات مثل اللبن الرائب أو عصير الليمون لتنعيم نكهتها والاستفادة من فوائدها الصحية العديدة دون التأثير على متعة تناول الطعام، وبالتالي فإن إضافة أوراق الكاري إلى النظام الغذائي اليومي يمكن أن يكون خطوة مهمة في الوقاية من مرض السكري وتحسين الصحة بشكل عام.