كشفت دراسة طبية حديثة عن تقدم كبير في مجال الوقاية من أمراض القلب، من خلال تحديد مؤشرات مبكرة يمكن أن تنبئ بخطر الإصابة بمشكلات قلبية، تقدم هذه الدراسة، التي أُعلنت نتائجها في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في لندن، رؤى جديدة قد تساعد في تحسين استراتيجيات الوقاية والعلاج المبكر لأمراض القلب.
متابعة شاملة على مدار ثلاثين عامًا
امتدت الدراسة التي نشرت في صحيفة “الجارديان” البريطانية على مدى ثلاثين عامًا وشملت أكثر من 27 ألف امرأة، جرى خلالها مراقبة وتقييم حالة هؤلاء النساء من العاملات في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، كشفت الدراسة عن إصابة حوالي 3,700 مشاركة بمشاكل قلبية، تراوحت بين النوبات القلبية والسكتات الدماغية، إلى جانب الحاجة لإجراءات جراحية لتحسين تدفق الدم أو حتى الوفاة.
مؤشرات الدم الأساسية
ركز الباحثون على ثلاثة مؤشرات رئيسية في الدم التي يمكن أن تساعد في التنبؤ بمخاطر أمراض القلب:
- البروتين التفاعلي (CRP) C: وهو مؤشر للالتهابات في الجسم.
- الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL): والذي يعرف بالكوليسترول الضار.
- البروتين الدهني (Lp (a)): وهو نوع من الدهون في الدم.
أظهرت الدراسة أن ارتفاع مستويات هذه المؤشرات معا يرتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب التاجية.
نتائج الدراسة وتوقعات المستقبل
وجدت الدراسة أن النساء اللاتي سجلن مستويات مرتفعة من الكوليسترول (LDL)، والبروتين الدهني (Lp (a))، والبروتين التفاعلي C (CRP) كن أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 1.5 مرة، وبأمراض القلب التاجية بثلاث مرات مقارنة بمن لديهن مستويات منخفضة من هذه المؤشرات.
ورغم أن الدراسة ركزت على النساء فقط، يتوقع الباحثون أن تكون النتائج مماثلة لدى الرجال، مما يفتح المجال لإمكانية تطبيق هذه المؤشرات في تقييم مخاطر القلب لدى جميع الأفراد.
استراتيجيات الوقاية
يشدد الخبراء على أهمية تبني نمط حياة صحي كوسيلة للوقاية من أمراض القلب، يشمل ذلك:
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
- إدارة التوتر والضغوط النفسية.
- الامتناع عن التدخين.
- استخدام الأدوية المناسبة، مثل الخافضة للكوليسترول والمضادة للالتهابات عند الضرورة.
يشير العلماء إلى أن التدخل الطبي المبكر يعد عاملا حاسما في تحسين النتائج الصحية على المدى الطويل، وتؤكد الدراسة على ضرورة استراتيجيات وقائية أكثر فعالية لمكافحة أمراض القلب، استنادًا إلى المؤشرات التي تم تحديدها.
في الختام، تمثل هذه الدراسة خطوة هامة نحو فهم أعمق لمخاطر أمراض القلب وتقديم أدوات جديدة للوقاية والعلاج المبكر، مما يسهم في تحسين الصحة العامة والحد من معدلات الإصابة بالأمراض القلبية.