يرى المهندس الهولندي تييس فان دير هوفن أن شبه جزيرة سيناء تمتلك القدرة على المساهمة في إنقاذ الكوكب ومكافحة تغير المناخ من خلال استعادة بيئتها السابقة التي كانت مليئة بالحياة البرية والخضرة ويعتقد فان دير هوفن، وهو مهندس هيدروليكي، أن الأنشطة البشرية أدت إلى تحول سيناء من منطقة مزدهرة بالحياة إلى صحراء قاحلة.
وفقًا لتقرير نشرته شبكة “CNN”، قام فان دير هوفن بتطوير مبادرة تهدف إلى إعادة الحياة النباتية والحيوانية إلى سيناء الخطة تتضمن استعادة الحياة البرية، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الأمطار، فضلاً عن توفير فرص عمل للسكان المحليين يرى فان دير هوفن أن الحل لأزمات البيئة العالمية يكمن في التجديد البيئي الواسع النطاق.
استعادة التشجير في الصحارى ليست فكرة جديدة، ولكنها تواجه تحديات ونقدًا. يرى البعض أن تحويل الصحارى لم يثبت نجاحه بشكل كامل وقد يسبب تأثيرات غير متوقعة على المياه والطقس جاءت فكرة فان دير هوفن أثناء عمله على مشروع لاستعادة الثروة السمكية في بحيرة البردويل بشمال سيناء عام 2016، حيث لاحظ وجود شبكة من الأنهار الجافة التي كانت تغذي المنطقة بالخضرة خطته تتضمن استخدام الرواسب المستخرجة من البحيرة، الغنية بالعناصر الغذائية، لإعادة تشجير الأراضي المحيطة بها وبدء توسيع الأراضي الرطبة لجذب الحياة البرية.
يعتقد فان دير هوفن أن استعادة الغطاء النباتي في سيناء سيؤدي إلى زيادة التبخر وتشكيل المزيد من السحب، مما يساهم في زيادة هطول الأمطار يُقدّر أن إحياء بحيرة البردويل سيستغرق من 5 إلى 7 سنوات، بينما قد تستغرق عملية إعادة التشجير الكامل من 20 إلى 40 عامًا.
رغم تعقيد المشروع، فان دير هوفن واثق من أهميته وضرورة تنفيذه وقد وقعت الحكومة المصرية في نهاية عام 2022 اتفاقية لبدء عمليات استعادة البحيرة في ظل التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي المتزايد، تبرز أهمية مشاريع مثل هذه، على الرغم من التحذيرات من التسرع يؤكد فان دير هوفن على ضرورة بدء العمل فورًا لتجديد الطبيعة وإنقاذ الكوكب.