سيدنا سليمان عليه السلام هو واحد من أعظم الأنبياء الذين من الله عليهم بملك عظيم وقدرات فائقة لم يُؤت بها أحد من قبل ومن بين تلك النعم، تسخير الجن وتعليم منطق الطير، وقدرة على التحكم في الرياح وأشياء أخرى ومن المظاهر التي تجسد عظمة ملكه هو قصة الأحصنة المجنحة التي ذكرت في القرآن الكريم، والتي تحمل دروسًا وعبرًا حول عبادة الله وتقدير النعم.
تفسير قصة الصافنات الجياد
في هذه الآية، يعرض على سيدنا سليمان مجموعة من الخيول المميزة في وقت العشي، أي قرب غروب الشمس ويشير القرآن إلى أن سليمان عليه السلام انشغل بجمال الخيول وعرضها حتى غابت الشمس، مما جعله ينسى صلاة العصر وقد أثر هذا العرض على نبي الله، الذي شعر بالندم لأنه فرط في ذكر الله بسبب انشغاله.
الصافنات الجياد هي الخيول التي كانت تقف على ثلاثة أرجل، وتُعتبر من أسرع وأفضل الخيول وقد استعرض سليمان هذه الخيول في مشهد عظيم يدل على عظمة ملكه وقوته، لكنه أدرك بعدها أنه غفل عن ذكر الله بسبب جمال العرض.
رد فعل سليمان عليه السلام
عندما أدرك سليمان خطأه، طلب من الله أن يعيده إلى العبادة ويطلب منه الغفران ويطلب ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده ووفقًا للتفاسير، قد قام بذبح الخيول لتكفير عن انشغاله بالعرض عن عبادة الله وفي رواية أخرى، يُقال إنه لم يذبح جميع الخيول، بل فقط الخيول المجنحة التي ألهته عن الصلاة.
في الحديث الشريف، ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن سليمان قد فاتته صلاة بسبب انشغاله بخيوله، لكنه عاد إلى الله واستغفره، وتلقى من الله تعويضًا أفضل مثل الرياح والجن التي عملت له في البناء والغوص.
الدروس المستفادة
تظهر قصة الصافنات الجياد مع سيدنا سليمان دروسًا هامة حول قيمة العبادة وتقدير النعم فهي تذكرنا بأهمية أن نكون دائمًا يقظين لذكر الله وعدم الانشغال بالدنيا عن الطاعة كما تؤكد القصة على أن النعم الكبيرة قد تكون اختبارًا لمدى وفائنا لله وشكرنا له وبذلك، تعطي القصة موعظة عظيمة حول كيفية التعامل مع النعم بوعي وإدراك، وإعادة التركيز على العبادة والتقوى في كل الأوقات.