تعتبر عشبة الجعدة، بفضل تركيبتها الغنية بالمواد الفعالة، كنزًا دفينًا في عالم الطب البديل، ولطالما استعان بها الإنسان عبر العصور لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض والآفات، ومستفيدًا من خصائصها العلاجية المتعددة، وإلا أن هذه العشبة، كغيرها من الأعشاب، تحمل سيفًا ذا حدين، وبينما تعد بمثابة شفاء لكثير من الدوائل، فإن الإفراط في استخدامها أو استخدامها بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ولا سيما على الكلى والكبد، ولذا فإن الاستفادة من فوائد الجعدة تتطلب حذرًا شديدًا ودراية تامة بمخاطرها المحتملة، ومن هنا تأتي أهمية استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامها، وذلك ضمان سلامة وفعالية العلاج.
تعريف لعشبة الجعدة
تعرف عشبة الجعدة علميًا باسم Teucrium polium، وهي كنز طبيعي اكتشفه الإنسان منذ أقدم العصور، وهذه النبتة المعمرة، التي تنتمي إلى عائلة النعناع الشفوية، حيث تتميز برائحة عطرية قوية ومميزة، ولطالما ارتبطت الجعدة بالطب التقليدي، حيث استخدمها أجدادنا في إعداد شرابات الأعشاب المغذية وصناعة الأدوية العشبية لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض والآفات، وبدءاً من مشاكل الجهاز الهضمي وانتهاء بالأمراض الجلدية، وقد استفادوا من خصائصها المضادة للالتهابات والميكروبات، ومن قدرتها على تهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر.
تم استخدام الجعدة لفترات طويلة في العديد
شهدت أواخر الثمانينات موجة كبيرة من الإقبال على المنتجات الطبيعية، حيث تم الترويج لها على أنها بديل آمن وفعال للأدوية التقليدية، ومع ذلك سرعان ما تبين أن هذه الوعود كانت مجرد ادعاءات تسويقية، حيث كشفت العديد من الدراسات عن آثار جانبية خطيرة لهذه المنتجات، وهذه التجربة المريرة كانت بمثابة جرس إنذار، ودعت إلى ضرورة توخي الحذر الشديد عند اختيار المنتجات الطبيعية، والتأكد من مصدرها وجودتها، وكما أكدت على أهمية دور السلطات الصحية في وضع اللوائح والقوانين التي تنظم هذه الصناعة، وتضمن حماية المستهلكين من المنتجات المزيفة والمضرة.
مركبات عشبة الجعدة
تعد مركبات الفلافونويد من أهم المركبات النباتية التي اكتشفها الإنسان، وحيث تتميز بخصائص مضادة للأكسدة قوية للغاية، وهذه المركبات التي تتواجد بكثرة في الأطعمة النباتية الملونة، حيث تعمل على حماية الجسم من الأضرار الناجمة عن الجذور الحرة، وهي جزيئات متفاعلة تساهم في إتلاف الخلايا والأنسجة، وذلك بفضل هذه الخاصية الفريدة، حيث ترتبط الفلافونويدات ارتباطاً وثيقاً بالوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، وذلك مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والالتهابات المزمنة، وكما تلعب الفلافونويدات دوراً هاماً في تعزيز صحة الدماغ وتحسين الذاكرة، بالإضافة إلى دورها في الحفاظ على مرونة الشرايين وخفض ضغط الدم.