طرق بسطية..تساعدك على القضاء على النسيان وتكون ذكياً بشدة!! قل وداعاً للنسيان والتشتت الذهني ..

عندما يتعلق الأمر بحفظ المعلومات، يعتقد الكثيرون أن المجهود الذهني المكثف هو المفتاح لاكتساب الذكريات بشكل فعال، ولكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن قسط من الاسترخاء قد يكون الحل السحري لتحسين الذاكرة، فقد أظهرت الدراسات أن الجلوس في غرفة مظلمة، لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة، دون الانخراط في التفكير، يساعد في تحسين القدرة على استرجاع المعلومات بشكل أكبر مقارنة بفترات التركيز المكثف والتكرار المستمر نقدمها لكم من خلال موقعنا الزهراء.

قل وداعاً للنسيان والتشتت الذهني

توضح الأبحاث أن أخذ قسط من الراحة بعد اكتساب معلومات جديدة يمنح الدماغ فرصة لمعالجة هذه المعلومات دون تشويش، فخلال فترات الراحة، يتجنب الدماغ الانشغال بأي أنشطة أخرى مثل استخدام الهاتف الذكي أو التحقق من البريد الإلكتروني، مما يسمح بتعزيز عملية تكوين الذكريات، وتفيد هذه النتائج أن الاسترخاء قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الذاكرة، مثل فقدان الذاكرة أو أنواع معينة من الخرف، من خلال تفعيل قدرات غير مكتشفة لتحسين التعلم والتذكر.

الدراسة الأصلية اختبار قوة الذاكرة بعد الاسترخاء

اتبعت الدراسة الحديثة الخطوات التي وضعها الباحثان “مولر” و”بيلزيكر” في أوائل القرن العشرين، حيث طلب من المشاركين حفظ قائمة من 15 كلمة، وبعد 10 دقائق خاضوا اختبار لاسترجاع ما تم حفظه، وفي بعض التجارب، طلب من المشاركين الاسترخاء في غرفة مظلمة دون الاستسلام للنوم، بينما في تجارب أخرى تم إشغالهم بأنشطة إدراكية.

نتائج مذهلة تأثير الاسترخاء على استرجاع المعلومات

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين استرخوا بعد حفظ الكلمات تمكنوا من تذكر ثلاثة أضعاف عدد الكلمات مقارنة بمن لم يحصلوا على راحة، حيث ارتفعت نسبة الكلمات التي تذكروها من 14% إلى 49%، وعند اختبار قدرتهم على استرجاع تفاصيل قصة بعد ساعة من الاستماع إليها، لاحظ الباحثون أن المشاركين الذين لم يأخذوا استراحة تذكروا 7% فقط من الأحداث، بينما تذكر الآخرون 79%، بزيادة قدرها 11 ضعف.

تأثير الاسترخاء على الأشخاص الأصحاء

ولم تتوقف الدراسة عند الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الذاكرة، بل اختبر الباحثون تأثير الاسترخاء على الأفراد الأصحاء. وجدت الدراسة أن الراحة القصيرة حسنت الذاكرة المكانية، حيث تمكن المشاركون من تذكر مواقع معالم افتراضية بشكل أفضل، كما استمر تأثير هذه الاستراحة حتى بعد أسبوع من التجربة، مما يدل على أن الراحة القصيرة لها تأثير طويل الأمد على استرجاع المعلومات.

الأبحاث التكميلية ودورها في تعزيز الفهم

تواصلت الأبحاث تحت قيادة “مايكلا ديوار” من جامعة “هيريوت وات”، حيث أُجريت دراسات مماثلة في سياقات متعددة، وأثبتت هذه الأبحاث أن فترات الراحة القصيرة بين اكتساب المهارات الجديدة تساعد في تعزيز القدرة على استرجاع المعلومات والمهارات المكتسبة، وتساهم في تحسين الذاكرة المكانية بشكل خاص.

أهمية الراحة في عملية الترميز الحسي

يشير العلماء إلى أن فترات الراحة القصيرة تساعد في تثبيت المعلومات الحسية الجديدة، التي قد تكون عرضة للفقدان عند تخزينها في الذاكرة، وأظهرت التجارب أن الانشغال بأنشطة جديدة بعد اكتساب المعلومات يؤدي إلى تشويش الذكريات الحديثة، وتوضح دراسة أجراها “سيرغيو ديلا سالا” و”نيلسون كوان” في مطلع القرن الحالي أن الاستراحات بعد التعلم قد تساعد الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات دماغية على تحسين ذاكرتهم.

استراحة بسيطة لتعزيز الذاكرة

تقدم هذه الأبحاث رؤية جديدة حول أهمية الاسترخاء في تعزيز قدرة الدماغ على التعلم واسترجاع المعلومات، وسواء كنت طالب تسعى لحفظ المعلومات بشكل أسرع أو شخص يعاني من مشكلات في الذاكرة، قد تكون استراحة قصيرة في غرفة مظلمة هي كل ما تحتاجه لتعزيز ذاكرتك بشكل ملحوظ.