في عالم الاقتصاد هناك دول تتمتع بثروات كبيرة تتيح لها بناء اقتصاد قوي دون عناء كبير مثل دول الخليج التي باتت من بين أغنى دول العالم بفضل النفط والغاز، بينما توجد دول أخرى مثل اليابان تكافح لبناء اقتصادها من الصفر، على الرغم من افتقارها للموارد الطبيعية لكنها تعتبر من أقوى الاقتصاديات في العالم اليوم، وهناك دول تمتلك الثروات والتقدم معا مثل الولايات المتحدة التي أصبحت القوة الاقتصادية العظمى أما مصر، فهي تمتلك كلا العنصرين لكنها لا تزال تسعى لتحسين أوضاعها الاقتصادية من خلال اكتشاف ثرواتها فهل يمكن أن تصبح مصر يوما دولة نفطية وصناعية ومتقدمة في ذات الوقت وما الذي حدث في عام 2023 ليعطي البلاد أملا كبيرا في اكتشاف ثروات هائلة.
اكتشاف 65 بير جديد للبترول والغاز
- يعتبر النفط والغاز من الثروات الطبيعية المهمة، ومع ارتفاع أسعارهما عالميا ليصل إلى 100 دولار للبرميل، تحقق الدول التي تمتلكهما عائدات تصل إلى مليارات الدولارات مما يسعد شعوبها فمن خلال هذه العائدات الضخمة، يتم تمويل المشاريع والتنمية في أي دولة بشكل سخي، مما يقلل من الحاجة إلى الاقتراض كما تمتلك هذه الدول احتياطات كبيرة من النقد الأجنبي، وتقوم بإنشاء صناديق خاصة للاستثمار في هذه الاحتياطات.
- تمتلك مصر تاريخا طويلا في صناعة البترول والغاز، وعلى الرغم من أنها لم تحقق العديد من الاكتشافات في هذا القطاع حتى الآن، إلا أن التوقعات تشير إلى أنها قد تتحول إلى دولة نفطية هامة في المستقبل، تقع مصر بين منطقتين غنية بالنفط حيث يتواجد غربا ليبيا وشرقا الخليج العربي، مما يمنحها فرصا كبيرة لتصبح دولة ثرية بالنفط إذ تحتوي أراضيها على ثروات لا تزال غير مستغلة.
- في عام 2023 تمكنت مصر من تحقيق 65 اكتشافا جديدا في مجالي البترول والغاز حيث شملت 51 اكتشافا للبترول و14 اكتشافا للغاز، وكانت هذه الاكتشافات موزعة على مناطق مختلفة مثل الصحراء الغربية، وخليج السويس ودلتا النيل وسيناء وفقا لتقرير وزارة البترول والثروة المعدنية حول إنجازات عام 2023.
- شهد إنتاج الزيت الخام والمتكثفات نموا بنسبة 2% مقارنة بالعام الماضي، وذلك بفضل بدء تشغيل عدد من الآبار الجديدة، مثل حقل شمال جيسوم الشمالي GNN في خليج السويس، وفقا لما ذكره البيان.
- أفادت وزارة البترول المصرية بأنه تم تحقيق استقرار كامل في السوق المحلية خلال العام الجاري حيث تم تلبية احتياجات المواطنين وقطاعات الدولة المختلفة من المنتجات البترولية والغاز الطبيعي وبحسب الوزير، بلغ إجمالي الاستهلاك المحلي حوالي 80.8 مليون طن، بزيادة قدرها 0.3 بالمئة عن العام الماضي وينقسم هذا الاستهلاك إلى 34.5 مليون طن من المنتجات البترولية، التي انخفض استهلاكها بنسبة تزيد عن 2 بالمئة عن العام السابق، بالإضافة إلى 46.4 مليون طن من الغاز الطبيعي الذي زاد استهلاكه بنسبة 1 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، مع سيطرة قطاع الكهرباء على أكثر من 56 بالمئة من إجمالي كميات الغاز الطبيعي المستهلكة محليا.
- لماذا يعتبر النفط والغاز بوابة للانطلاقة المصرية القادمة كما أشرنا، فإن إيراداتهما الكبيرة ستساهم في تخفيف الضغط على الميزانية، مما سيمكن الدولة من التركيز على قطاعات أخرى يمكن من خلالها تحقيق إيرادات بالدولار مثل السياحة والزراعة والتصدير وتوسيع قاعدة الصناعة المصرية بالإضافة إلى ذلك، هناك مليارات الدولارات المنتظرة من قطاعات الموانئ واللوجستيات والاستثمار المباشر بهذه الطريقة تصبح مصر فعلا مؤهلة لتصبح اقتصادا قويا على مستوى العالم في السنوات المقبلة.
- كل ما نذكره ليس مجرد خيال، فهناك شركات عالمية تعمل في مجال التنقيب في مصر منذ عدة سنوات وقد حصلت على امتيازات ومناطق جديدة للاستكشاف، هذه الشركات استثمرت ملايين الدولارات لأنها متأكدة من أن المناطق في الصحراء والدلتا وكذلك في البحر تحتوي على مؤشرات واعدة للغاز والنفط، كما تم اكتشاف حقل ظهر في البحر المتوسط وهو ما يعتبر نقطة تحول كبيرة لمصر، حيث من الممكن اكتشاف عشرة حقول جديدة مماثلة لحقل ظهر في البحر المتوسط أو الأحمر طالما أن أعمال البحث والتنقيب مستمرة.