تم اكتشاف مدينة ديرنكويو في محافظة نوشهر بمنطقة وسط الأناضول في تركيا، وتحديدًا في مقاطعة ديرينكويو. تتميز هذه المدينة بكونها ليست مجرد أماكن للعيش ومطابخ وممرات، بل تحتوي أيضًا على غرف لعصر النبيذ، إسطبلات، وغرف دينية، بالإضافة إلى مقابر كبيرة. يبدو أن الهدف من إنشاء هذه المدينة تحت الأرض هو توفير الحماية والاختباء من المخاطر، حيث تحتوي على مداخل محصنة بصخور ضخمة يمكن تدحرجها لسد المنافذ ومنع أي تهديد. لمزيد من التفاصيل حول هذه المدينة، تابعوا السطور التالية.
هندسة وبناء المدينة
تتميز هندسة مدينة ديرنكويو بتعقيدها وإبداعها، حيث تم بناؤها داخل صخور بركانية لينة تتطلب إنشاء أعمدة أساسية قوية لتحمل ضغط الأرض. تم استخدام مواد بناء دقيقة للغاية، وتم التعامل مع هذه الصخور بعناية كبيرة لتفادي حدوث أي انسدادات في السراديب أو الممرات. من المثير للاهتمام أن سكان المدينة لم يمتلكوا أي نوع من التكنولوجيا الحديثة، مما أثار حيرة العلماء حول طبيعتهم البشرية وما إذا كانوا قد استلهموا من حضارات أخرى. ويؤكد المهندسون المتخصصون في إعادة بناء الحضارات أن مهمة إعادة بناء ديرنكويو الحديثة تعتبر شبه مستحيلة.
طبقات المدينة وغرفها
تصل عمق هذه المدينة إلى أكثر من 85 مترًا تحت سطح الأرض، وهي مجهزة بشكل كافٍ لتلبية احتياجات الرجال والنساء والأطفال، بالإضافة إلى الماشية. تحتوي المدينة على العديد من وسائل الراحة، وقد تم اكتشاف 13 طبقة تحت الأرض. كما توجد فتحات تهوية تسهل دخول الهواء النقي إلى الطوابق السفلية. تضم المدينة عددًا كبيرًا من الغرف، مما يجعل مساحتها كافية لاستيعاب أكثر من 20 ألف شخص. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي على معابد دينية، خزانات للطعام، مجاري للمياه العذبة، أماكن للحيوانات، ووسائل أمان غير تقليدية. هناك أبواب تزن بين 200 و500 كجم، يمكن فتحها وتحريكها من الداخل فقط، مما يدعم فرضية أن سكان هذه المدينة كانوا يختبئون من شيء ما.