ظهور نوع نادر من الكائنات في سوريا ينتج مادة باهظة الثمن يبحث عنها الجميع وتحذيرات من اصطياده

ذكرت تقارير إعلامية محلية أن صيادا سوريا استطاع اصطياد نوع نادر من الكائنات في سوريا حيث قام بتوثيق ظهور هذا الكائن للمرة الأولى في مياه نهر الفرات شمال شرق البلاد من خلال تسجيل مصور تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، وأشار الصياد في الفيديو المسجل إلى أن الكائن النادر والغريب الذي لم يشاهده من قبل على الرغم من خبرته في مهنة الصيد لعدة عقود، يزن حوالي نصف كيلوغرام.

مع تزايد انتشار الفيديوهات على مجموعة واسعة من منصات التواصل الاجتماعي، وصل التسجيل إلى الباحث والخبير البيئي السوري “أحمد إيدك”، الذي أوضح في منشور له على صفحته الشخصية في “فيس بوك” أن الكائن الغريب يعرف بـ “الحفش”، وأوضح أن “الحفش” هو نوع من الأسماك، إلا أن ما تم توثيقه في التسجيل المصور هو بالتحديد “الحفش الروسي”، والذي يعرف أيضا بـ “الماسي” أو “الدانوبي” ويعتبر البحر الأسود وبحر قزوين وبحر آزروف الموطن الأصلي لهذا النوع من الأسماك.

من المعروف أن هذا النوع من الأسماك ينتج مادة قيمة جدا يسعى الجميع للحصول عليها في جميع أنحاء العالم، وهي مادة “الكافيار” أو ما يعرف بـ “اللؤلؤ الأسود”، أشار الباحث إلى أن هذا النوع من الأسماك يصل عادة إلى طول يتجاوز 2 متر ووزن يتعدى 100 كيلوغرام كما أوضح أن هذا النوع يفضل العيش في المياه المالحة في البحر ولا يتواجد عادة في المياه العذبة مثل الأنهار، لكنه يميل إلى الذهاب إلى مناطق أعلى الأنهار فقط خلال مواسم تكاثرها.

أوضح أنه كان من المتوقع ظهور هذا النوع النادر من الكائنات في سوريا، حيث ظهر سابقا في العراق قبل عدة سنوات قادما من تركيا، ويحتمل أن يكون ظهوره في سوريا نتيجة تدفق مياه الفرات القادمة من الأراضي التركية، وفيما يتعلق بمادة الكافيار التي ينتجها هذا النوع من الكائنات، أشار الباحث إلى أن الكافيار المنتج من الحفش الروسي يعتبر ثاني أفضل أنواع الكافيار في العالم.

وحذر الباحث من صيد هذا الكائن والتجارة في الكافيار الذي ينتجه، بسبب وجود رقابة دولية صارمة تمنع صيده والتجارة في الكافيار الناتج عنه حيث أن سوريا من الدول الموقعة على اتفاقية منع الاتجار بالأنواع البرية، التي تشمل “الحفش الروسي” والمنتجات التي ينتجها، ومن المهم الإشارة إلى أن فصيلة أسماك “الحفش” تعتبر من السلالات القديمة التي عاشت في العصور السابقة مع الديناصورات، حيث يرجع تاريخ وجود هذا النوع من الأسماك إلى ما لا يقل عن 200 مليون عام.

تعد أسماك “الحفش” من الكائنات الحية النادرة التي استمرت على قيد الحياة منذ تلك الحقبة الزمنية ويصنفها خبراء البيئة كنوع من الأسماك العظمية التي تتواجد 27 نوعا منها في جميع أنحاء العالم.