بدأت منصة إنستغرام تطبيق تعديلات تهدف إلى تعزيز حماية المراهقين، حيث أطلقت ميزة الإشراف على حساباتهم الجديدة في عدة دول منها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا تهدف هذه الخطوة إلى تمكين الآباء من مراقبة المحتوى الذي يتفاعل معه أبناؤهم على المنصة.
تأتي هذه الإجراءات في سياق الضغوط المتزايدة على شركات التواصل الاجتماعي لرفع مستوى الأمان والحماية للناشئة، وسط انتقادات لعدم كفاية التدابير الحالية لمواجهة المحتوى الضار.
ووصفت الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال في المملكة المتحدة هذا الإجراء بأنه “خطوة إيجابية”، لكنها أكدت على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات للحد من المحتوى الضار والجنسي.
وفي حديثها، أشارت راني غوفندر، مديرة الجمعية، إلى أهمية دعم هذه الإجراءات بتدابير وقائية فعالة كما عبرت هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة (أوفكوم) في وقت سابق عن قلقها بشأن استعداد الآباء لحماية أبنائهم عبر الإنترنت.
وأكد السير نيك كليغ، مسؤول كبير في شركة ميتا، أن العديد من الآباء لا يستفيدون من هذه التدابير المتاحة، مما يستدعي تعزيز الوعي حولها.
وفي تصريح مؤثر، قال إيان راسل، والد مراهقة توفيت بعد تعرضها لمحتوى ضار على إنستغرام، إن نجاح السياسات الجديدة يعتمد على كيفية تنفيذها. ودعا إلى الشفافية من شركة ميتا في تقارير نتائج تلك التدابير.
كيف ستعمل الميزة الجديدة؟
ستغير الميزة الجديدة طريقة تفاعل إنستغرام مع المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً، حيث سيتم تفعيل مجموعة من الإعدادات بشكل تلقائي تشمل هذه الإعدادات أدوات تحكم صارمة لمنع ظهور المحتوى الحساس وإمكانية كتم الإشعارات خلال الليل.
كما سيتاح للمراهقين اختيار متابعيهم الجدد، ولن يُعرض محتواهم إلا للمتابعين المعتمدين ولن يمكن تعديل هذه الإعدادات إلا بإضافة والد أو وصي.
سيتمكن الآباء من رؤية قائمة مراسلات أبنائهم والمواضيع التي يهتمون بها، ولكن دون الاطلاع على محتوى الرسائل نفسها تعتزم إنستغرام تحويل ملايين المستخدمين من المراهقين إلى هذه التجربة خلال 60 يوماً من إبلاغهم بالتغييرات.
تحديد السن ومصداقية المستخدمين
يعتمد النظام الجديد على مصداقية المستخدمين في تحديد أعمارهم، مع وجود أدوات للتحقق من الأعمار ومن المقرر أن تبدأ إنستغرام اعتباراً من يناير المقبل في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن المراهقين الذين يستخدمون حسابات بالغين.
وفي المملكة المتحدة، أصدرت الهيئة تحذيرات بشأن الكشف عن أسماء القاصرين الذين لا يمتثلون لقواعد الأمان الجديدة.
وصف مات نافارا، محلل وسائل التواصل الاجتماعي، الميزة بأنها تغيير مهم، مشيراً إلى أن نجاحها يعتمد على كيفية تنفيذها، متوقعاً أن يجد المراهقون طرقاً للتحايل على هذه القيود.
تحديات مستمرة
رغم تلك التدابير، لا يزال الأطفال عرضة للمحتوى الضار، كما أظهرت دراسة لأوفكوم أن جميع الأطفال الذين شملتهم الدراسة قد تعرضوا لمحتوى عنيف على الإنترنت.
وأكد باولو بيسكاتوري، خبير مواقع التواصل الاجتماعي، على أهمية إعادة السيطرة إلى الآباء، مشيراً إلى التحديات المستمرة التي يواجهها الأطفال في ظل عالم يزداد تعقيداً.