في خطوة تعكس التقدم المستمر في مجال البحث الفلكي، تمكن فريق من الباحثين المصريين، بقيادة الدكتور أحمد مجدي والدكتور شفيق كحيل، من تحقيق إنجاز علمي جديد، حيث نجح هذا الفريق، الذي يعمل في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في اكتشاف أربعة أجسام فضائية جديدة خلال الشهرين الماضيين، باستخدام تلسكوب القطامية الفلكي، الذي يعتبر من أكبر التلسكوبات في المنطقة.
اكتشاف 4 أجسام فضائية
يأتي هذا الاكتشاف الجديد في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها العلماء في جميع أنحاء العالم، لفهم الكون من حولنا وحماية كوكب الأرض، من أي تهديدات محتملة قد تشكلها الأجسام الفضائية القريبة.
وجرى دعم هذا البحث من هيئة العلوم والتكنولوجيا والابتكار، مما يعكس اهتمام الدولة المصرية بالبحث العلمي، ودعم الباحثين المصريين.
أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في بيان صحفي، أن هذا الاكتشاف يرفع إجمالي عدد الأجسام الفضائية التي تم اكتشافها بواسطة الفريق البحثي إلى تسعة أجسام خلال النصف الأول من هذا العام.
وجرى تحقيق هذا الإنجاز الكبير، بفضل التعاون المثمر مع أكاديمية العلوم الصينية ووكالة الفضاء الأوروبية، كما تم تسجيل هذه الاكتشافات الجديدة في موقع الاتحاد الدولي للفلك، مما يؤكد أهمية هذا الإنجاز العلمي، ويعزز مكانة مصر على الخريطة الفلكية العالمية.
رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي
أكد الدكتور طه رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الدور المهم الذي يلعبه مرصد القطامية الفلكي ومحطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي، في متابعة الأجسام الفضائية القريبة من الأرض، مستشهدا بدراسة الكويكب “MK 2024” كمثال على ذلك.
ولفت إلى أنه في يوم 29 يونيو 2024، اقترب الكويكب “MK 2024″، الذي يقدر قطره بحوالي 120 إلى 260 مترا، من كوكب الأرض، وتمكن فريق البحثي في المعهد، من تتبع هذا الكويكب بدقة عالية، باستخدام التلسكوبات المتاحة في المرصد.
ومن أبرز النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي، هي حساب الفترة الزمنية التي يستغرقها الكويكب للدوران حول نفسه، والتي بلغت 47 دقيقة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه النتيجة، تتفق بشكل كبير مع النتائج التي توصلت إليها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، مما يؤكد دقة الرصد التي أجراها الفريق المصري.
رصد جسم سماوي سريع
في تطور جديد ومهم في مجال رصد الأجسام الفضائية، أعلن الاتحاد الفلكي الدولي يوم الأربعاء الموافق 4 سبتمبر 2024 عن رصد جسم سماوي صغير يتحرك بسرعة كبيرة، حيث تم رصد هذا الجسم بواسطة أحد المراصد الفلكية المتقدمة في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد إجراء العديد من الحسابات والدراسات المتعمقة، أكد مركز مراقبة الكويكبات التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، أن هناك احتمالا ضئيلا جدا لاصطدام هذا الجسم الصغير بكوكب الأرض، وطمأن المركز العلماء والجمهور، بأن هذا الجسم لا يشكل أي تهديد حقيقي على كوكبنا.
وتوقع العلماء أن يحترق هذا الجسم الصغير بالكامل عند دخوله الغلاف الجوي للأرض، وذلك بسبب الاحتكاك الشديد الذي يحدث بين الجسم والغلاف الجوي، ونتيجة لذلك، لن يصل سوى أجزاء صغيرة جدا من هذا الجسم إلى سطح الأرض، وهي أجزاء لا تشكل أي خطر يذكر.
وتمكن العلماء من تحديد الوقت والمكان المتوقعين لسقوط هذا الجسم بدقة عالية، حيث أشارت الحسابات إلى أن الجسم سيصطدم بسطح الأرض في منطقة بحر الفلبين.
كرة نارية تخترق الغلاف الجوي
تأكيدا لدقة الحسابات الفلكية والتوقعات العلمية، تم رصد ظاهرة فلكية نادرة ومثيرة للاهتمام في سماء منطقة كاجابان، ففي يوم الأربعاء الموافق 4 سبتمبر 2024، وفي تمام الساعة الرابعة و39 دقيقة بالتوقيت العالمي، شاهد العديد من الأشخاص كرة نارية ساطعة تخترق الغلاف الجوي للأرض.
وتتوافق هذه الرؤية المباشرة لكرة النار، مع التوقعات التي أطلقها العلماء والباحثون حول سقوط جسم فضائي صغير في هذه المنطقة، وجرى تلقي أكثر من 12 تقريرا من شهود عيان، يؤكدون رؤيتهم لهذه الظاهرة الفلكية المذهلة.
ويعتبر هذا الجسم الفضائي، هو التاسع من نوعه الذي يتم اكتشافه بواسطة التلسكوبات الأرضية قبل اصطدامه بالأرض، وهذا يدل على التطور الكبير الذي شهده مجال رصد الأجسام القريبة من الأرض، والذي ساهم في زيادة فهمنا للكون، وحماية كوكبنا من أي تهديدات محتملة.