تم تطوير أداة من أدوات الحرب من قبل شركة المسيرة الأوكرانية حيث اعدت سلاحاً يسمي “ساكر سكوت” وهو مصمم بالذكاء الاصطناعي في تحديد أهداف المعركة ومبرمج على أن يقتل الفريق الضد في الحرب، وله هجمات ذاتية ولكن في حيز صغير مما يشكل ذلك أبعاد أخلاقية وقانونية، فإن كون الأسلحة مبرمجة بذاتها في اصابة أهداف معينة يعود بأمور كبيرة ومسؤليات تبعاً لذلك من خطر تنفيذ أسلحة ذاتية القتال تخرج عن تحكم البشر.
تطور الأسلحة الذاتية
في القرن الثمانين تم تنفيذ أسلحة ذاتية التشغيل ولكن بشكل جزئي في حيز دفاعي معين، حيث كانت لا تعتمد كلياً على تقنيات الذكاء الاصطناعي، واليوم يصل عدد الدول المستخدمة لها أكثر من 30 دولة حيث تعمل في الدفاع ضد أي صواريخ أو هجمات جوية ولها مؤشرات استشعار ذاتية عن خطر الصواريخ أو الطائرات لكن مع اشراف مسؤول عن عملياتها.
أدت الحرب الأوكرانية الروسية في تطور هذه الآليات مثل صناعة الطائرة المسيرة حيث تقدمت موسكو وكييف في تطوير الطائرات المسيرة وذلك للعمليات الخاصة بالاستطلاع والتجسس، وأدت إلي التقدم بتقنيات الحرب الالكترونية التي تعمل على توقف الروابط الخاصة باتصال الطائرات المسيرة، فاستهداف عوامل التحكم البشري في الطائرات المسيرة منطقي لأنها مبرمجة على التحكم من بعد وبالتالي يكون المتحكم البشري هو الاتجاه الرئيسي لاغتياله
وبذلك تكون الطائرات المسيرة ذاتية التحكم تفوق على الطائرات المستخدم فيها العنصر البشري، لأنها لا تعتمد على أربطة اتصال ضعيفة بينها تجعلها معرضة للتوقف أو التشويش
ومن ناحية أخرى سيختلف شكل هذه الاسلحة الذاتية بحسب احتياج المعركة الدائرة، فمثلاً في حرب روسيا وأوكرانيا قامت موسكو وكيف باستخدام طائرات مسيرة تعمل في حيز صغير لكي تصيب الأفراد وتتصدي للمركبات، بالاضافة انها استخدمت طائرات مسيرة أكبر تعمل علي أن تحلق على مسافة متوسطة لكي تأخذ عمق أكبر وراء خطوط الفريق العدو لكي تصيب الرادارات والمنشآت، واستخدمت بعض زوراق مسيرة لكي تستهدف الأسطول الروسي وذلك في البحر الأسود
ويمكن أن تتحول هذه الطائرات إلى النوع ذاتي التشغيل مما يجعلها تستمر في الموجهه رغم قطع روابط الاتصال، وتعمل بعض الدول علي صناعة أسلحة مستقلة مثل الصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والهند حيث تنشأ طائرات مسيرة لها القدرة علي التخفي، وقد تستخدم هذه الروبوتات في تثبيت الأسلحة الذاتية عليها وتقديم العمليات الحربية بدون العنصر البشري، ومرجح أن تتقدم الطائرات المسيرة لكي تغير عملها ذاتياً فيمكن أن يتغير سلوكها في حيز المعركة بسرعات تتخطى القدرة البشرية، مع حدوث ردة فعل من الآلة تُسرع العمليات الحربية مما يجعلنا نستبعد العنصر البشري من مكان اتخاذ القرارات الخاص بالاستهداف.
خطورة الطائرات المسيرة الذاتية
أشار علماء الذكاء الاصطناعي ومنهم بروفيسور جامعة كاليفورنيا وهو ستيوارت راسل على خطر الأسلحة المصممة بشكل مستقل، ويوجد تعاقد بين منظمات حكومية يصل عددها أكثر من 250 ومنها مبادرة نوبل للمرأة ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش عن الوقف في صناعة الروبوتات الحربية، ووجهتهم أن ذلك يؤدي إلى وجود ضحايا مدنيين بالتحديد إذا كانت هذة الأسلحة خاصة بدول لا تهتم بالضحايا المدنيين (وهذا الحادث في الحرب التي أطلقتها اسرائيل على دولة فلسطين، وقتلت أعداد هائلة من المواطنين المدنيين في غزة بغير حق باستخدام اسلحة الذكاء الاصطناعي).
تم التصريح في عام 2022 على استمرار وجود عامل بشري مسيطر علي هذة الاسلحة، وذلك من قبل الولايات المتحدة وماثلت ذلك الرأي ولايات المملكة، لكن رفضت دولة روسيا وأيضاً الصين هذا النظام، وقد استعدت موسكو لعمل دمج التحكم الآلي في العمليات النووية، وبعد الحرب الباردة تم اكتشاف أن الاتحاد السوفياتي أنشأ عمل نووي شبه آلي للانتقام، وبمجرد تشغيله سوف يكتشف أي هجمات نووية على دول الاتحاد السوفياتي، ومؤخراً سعت موسكو في عمل غواصة ذاتية التشغيل بها سلاح نووي وتستمر خطورة الاسلحة الذاتية سواء بحرية او برية.
التحكم في الأسلحة الذاتية
سعت 30 دولة ومنظمة إلى وقف استخدام الأسلحة المستقلة لتفادي الخسائر الناتجة عنها، وعلى الرغم من استطاعة الحكومات على وقف الاسلحة الكيميائية والقنابل العنقودية وغيرها بوصفها شئ مدمر للبيئة لكن يظل التقدم في عمل اسلحة مستقلة وتنظيمها أمر معقد وصعب التحقيق.