استثمار 129 مليون دولار في مصر .. اول قرار تعلنه امريكا بعد قرار خفض الفائدة

أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى القاهرة أمس، وفي إطار الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر، بحضور وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، عن استثمار حكومي أمريكي جديد بقيمة 129 مليون دولار.

 يأتي هذا التمويل ضمن التزام الولايات المتحدة بتعزيز الأولويات المشتركة مع مصر، ويعد خطوة إضافية نحو دعم التعاون القائم بين البلدين. يهدف الاستثمار إلى تعزيز مجالات عدة من أهمها: تطوير القطاع الخاص، تحسين التعليم، تعزيز خدمات الصحة العامة، وتقوية المؤسسات الحكومية وضمان الشفافية.
 

 وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

دعم مستمر لتحقيق الأهداف المشتركة

أكدت الولايات المتحدة من خلال هذا التمويل، الذي يتم تنفيذه عن طريق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، على استمرار دعمها لإصلاحات مصر الاقتصادية التي تركز على تعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين التعليم العام، وتطوير قطاع الصحة، وتعزيز المؤسسات الحكومية لتكون أكثر شفافية واستجابة للمواطنين. وتمثل هذه الخطوة دعمًا لجهود مصر في تحقيق رؤيتها 2030 التي تركز على تطوير التعليم والصحة وتحقيق التنمية المستدامة.
 

تطوير التعليم والبحث العلمي

تناول الحوار الاستراتيجي بين البلدين أيضًا التعاون لتحقيق أهداف التعليم في مصر، حيث أعلنت الولايات المتحدة عن مبادرة لإنشاء تسع مدارس جديدة متخصصة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في جميع أنحاء مصر. سيتم تجهيز هذه المدارس بأحدث المعدات والمختبرات العلمية لدعم التعليم الابتكاري. كما شمل الدعم تحديث 80 مدرسة للتعليم الفني لتزويد الشباب المصري بالمهارات المطلوبة لسوق العمل المتطور. وبالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن توسيع مراكز التوظيف الجامعية الممولة من الولايات المتحدة لتشمل 19 جامعة مصرية، ما يسهم في تجهيز الشباب المصري لسوق العمل المتغير.

 

الدولار

التعاون بين الجامعات الأمريكية والمصرية

وقعت ثلاث جامعات أمريكية بارزة وهي: معهد إلينوي للتكنولوجيا، جامعة مينيسوتا، وجامعة دريك اتفاقيات تعاون مع شركاء مصريين محليين لاستكشاف إمكانية افتتاح فروع جامعية لها في مصر. وهذا سيتيح للطلاب المصريين فرصة الحصول على تعليم أمريكي عالي الجودة داخل بلادهم، مما سيساهم في تعزيز التعليم العالي في مصر.
 

دعم الابتكار وريادة الأعمال

وفي إطار التعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر، تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على تعزيز العديد من الأولويات المشتركة مثل المنح الدراسية الجامعية، وتدريب المعلمين لتحسين جودة التعليم الأساسي، وتوسيع نطاق تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة. كما ستواصل دعم البحوث المشتركة في مجالات مثل المياه والطاقة النظيفة والتغير المناخي. وستركز أيضًا على تعزيز ريادة الأعمال والتجارة، خاصة مع التركيز على دعم النساء والشباب، ما يسهم في تمكين الفئات المهمشة في المجتمع.
 

استثمارات في قطاع السياحة والحفاظ على التراث

خصصت الولايات المتحدة 63 مليون دولار لإنشاء 65 مركزًا مهنيًا في 53 جامعة مصرية لمساعدة الطلاب في التنافس على وظائف عالية الجودة. كما استثمرت 140 مليون دولار خلال الثلاثين عامًا الماضية للحفاظ على التراث الثقافي المصري. يشمل هذا الاستثمار حماية مواقع أثرية بارزة مثل سراديب الموتى بالإسكندرية، أبو سمبل في الجنوب، والعمل في أبو الهول بالجيزة، ومعابد الكرنك والأقصر ومدينة هابو، إلى جانب مواقع أخرى مثل معبد كوم أمبو في أسوان وضريح الإمام الشافعي في القاهرة.
 

برامج تبادل ثقافي وتعليمي

تواصل الولايات المتحدة دعم التعليم والتبادل الثقافي، حيث قدمت فرصًا لأكثر من 1000 طالب ثانوية مصري للدراسة في الولايات المتحدة لمدة عام كامل، بالإضافة إلى تمكين 25000 طالب مصري من تعلم اللغة الإنجليزية هذا العام. كما شارك 20000 مصري في برامج التبادل الحكومية الأمريكية التي تهدف إلى تعزيز التواصل بين الثقافات.
 

دور المراكز الثقافية الأمريكية

تقوم المراكز الثقافية الأمريكية في مصر، في كل من الإسكندرية والمعادي والقاهرة، بتنفيذ برامج تعليمية تركز على قضايا مثل المجتمع المدني وتغير المناخ والأمن الاقتصادي، مع إيلاء اهتمام خاص بتمكين المرأة ومكافحة المعلومات المضللة وتعليم المهارات الرقمية. في السنة المالية 2023، استقبلت هذه المراكز أكثر من 36979 مشاركًا من خلال ما يقارب 839 برنامجًا، مما يعزز الروابط الثقافية والتعليمية بين البلدين.