تثير التقارير حول المتحور الجديد «XEC» مخاوف كبيرة من عودة جائحة كورونا، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، فالذكريات المؤلمة للإغلاق والحظر الذي فرض في بداية الجائحة، تجعلنا ندرك مدى خطورة هذا الوضع.
ويجب على الجميع الاستعداد لمواجهة هذا التحدي الجديد، وتبني استراتيجيات فعالة للوقاية والحد من انتشار العدوى، وذلك لتجنب تكرار السيناريوهات السابقة.
متحور «XEC» تحذيرات ومخاوف من الانتشار
ارتفعت أصوات التحذير من انتشار متحور «XEC»، خلال الفترة الماضية، إذ يعتبر أحد متحورات «أوميكرون»، ويحمل عدة طفرات تجعله أكثر قدرة على الانتشار، في ظل ظهوره الأول في ألمانيا، ما دفع المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) للتحذير منه.
ووصفت صحيفة «ميرور» البريطانية «XEC» بأنه هجين من المتغيرات الفرعية لـ«أوميكرون»، ما يجعله شديد العدوى.
وتشير الدراسات، إلى أن الطفرات الجديدة في الفيروس تستهدف بشكل مباشر بروتين «باسيك»، وهو البروتين المسؤول عن ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية.
وهذه التغييرات في البروتين، تمنح الفيروس قدرة أكبر على الالتصاق بالخلايا وإصابتها، ما يزيد من فرص انتشاره بشكل أسرع وأوسع.
انتشار واسع عالميا ومخاوف أوروبية
منذ ظهوره لأول مرة في ألمانيا، انتشر متحور «XEC» بسرعة كبيرة، ليصل إلى أكثر من 27 دولة حول العالم، وشهدت العديد من الدول الأوروبية، مثل بولندا والنرويج ولوكسمبورج وأوكرانيا والبرتغال، ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بهذا المتحور.
كما تجاوزت نسبة الإصابات بـ«XEC» في بعض الدول، مثل سلوفينيا، حاجز الـ10% خلال شهر أغسطس الماضي، ويتوقع الخبراء أن يشهد هذا المتحور مزيدا من الانتشار في دول أوروبية أخرى، مثل الدنمارك وألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا.
وأكد الدكتور إريك توبول، مدير معهد سكريبس للأبحاث الترجمية، أن متحور «XEC» أصبح المتحور السائد بين المتحورات الجديدة لفيروس كورونا.
وحسب تقديرات الخبراء، فإن هذا المتحور يتميز بسرعة انتشار عالية، حيث يمكنه الانتشار على نطاق واسع خلال فترة تتراوح بين بضعة أسابيع وشهرين، ما يعني أن العالم يشهد موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا في المستقبل القريب.
أعراض متحور «XEC»
أعراض متحور «XEC» تتشابه مع الأعراض المعروفة لمتحورات كورونا السابقة، والتي يأتي أبرزها:
- الحمى والسعال.
- ضيق أو صعوبة التنفس.
- رعشة الجسم.
- سيلان الأنف.
- التهاب الحلق.
- فقدان حاسة التذوق أو الشم.
- آلام العضلات.
- الإرهاق بوجه عام.
- الصداع.
- الغثيان.
- القيء.
- الإسهال.
ونظرا لتشابه الأعراض بين متحور «XEC» والمتحورات السابقة، فإنه من الصعب جدا على الأفراد تحديد نوع المتحور الذي أصابهم بناء على الأعراض وحدها.
ولذلك، فإن إجراء الفحوصات الطبية المخبرية، يعتبر الطريقة الوحيدة المؤكدة لتشخيص الإصابة بمتحور «XEC» أو أي متحور آخر من فيروس كورونا.
الأكثر عرضة للإصابة بمتحور «XEC»
على الرغم من أن متحور «XEC» ينتقل بسهولة بين الأشخاص، إلا أن بعض الفئات تتعرض لمخاطر أكبر للإصابة بمضاعفات خطيرة عند الإصابة به.
وتشمل هذه الفئات كبار السن، وأصحاب الأمراض المناعية، ومرضى الأمراض المزمنة، والنساء الحوامل والمرضعات والأطفال، وهذه الفئات بحاجة إلى اتخاذ إجراءات وقائية إضافية لتجنب الإصابة، وتقليل خطر حدوث مضاعفات.
نصائح للوقاية من متحور «XEC»
- الابتعاد عن التجمعات، خاصة في الأماكن المغلقة وغير جيدة التهوية.
- ارتداء الكمامة في الأماكن العامة والمزدحمة.
- التباعد الاجتماعي بالحفاظ على مسافة آمنة بينك وبين الآخرين.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو استخدام معقم اليدين.
- التواجد في أماكن جيدة التهوية بشكل دوري.
تظل هذه الإجراءات هي الحائط الأول للدفاع ضد الفيروسات، وخاصة المتحورات الجديدة التي قد تكون أكثر عدوى وخطورة.
الخوف من العودة إلى سيناريو كورونا
رغم التقدم الذي أحرزته الحكومات في التعامل مع الأوبئة والفيروسات بعد جائحة كورونا عام 2020، إلا أن الخوف من تكرار سيناريو الإغلاقات الشاملة، لا يزال يسيطر على أذهان الكثيرين، حيث أن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الجائحة، مثل إغلاق الشركات وتوقف الأنشطة وتأثر حياة الملايين، كانت كارثية، ما يجعل الجميع حذرين من عودة مثل هذه الظروف الصعبة.