شهدت السنوات الأخيرة تطورات مذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تغييرات جذرية في العديد من القطاعات، بما في ذلك قطاع التعليم.
ومع تزايد اعتماد المؤسسات التعليمية على التقنيات الذكية، بدأت تظهر أدوات وبرمجيات قادرة على تقديم محتوى تعليمي مخصص وتفاعلي للطلاب.
وعلى الرغم من أن هذه التقنيات لا تزال في بداياتها، إلا أنها أثارت تساؤلات حول دور المعلم التقليدي في المستقبل، حيث يرى البعض أنها قد تؤدي إلى تغير في طبيعة العمل التعليمي وليس إلى اختفائه تماما.
استبدال المعلمين بروبوتات
أكد الخبير التكنولوجي محمد مغربي، إمكانية استبدال المعلمين بالروبوتات، مستشهدا بتجربة ناجحة في اليابان، بدءا من عام 2019.
وجرى استخدام روبوت «بيبر» في العديد من المدارس لمساعدة الطلاب على تعلم اللغات، مثل اللغة الإنجليزية، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في الحصص.
وأثبتت هذه التجربة نجاحا باهرا، حيث أظهرت الدراسات أن الطلاب تفاعلوا بشكل أكبر مع الروبوت «بيبر» مقارنة بالطرق التقليدية في التدريس.
ولفت «مغربي» إلى الطبيعة التفاعلية للروبوت، وأسلوبه المبتكر في الشرح، ما ساهم في تحسين عملية الاستيعاب لدى الطلاب.
إطلاق روبوت بدلا من المعلم في كوريا
أشار الخبير التكنولوجي إلى أن تجربة اليابان في استخدام الروبوتات في التعليم ليست الحالة الوحيدة، إذ تبنت كوريا الجنوبية تقنية مماثلة، حيث تم إطلاق روبوت “Engkey” في عام 2021 لتدريس اللغة الإنجليزية للأطفال، مؤكدا تزايد الاهتمام عالميا بدمج الروبوتات في العملية التعليمية، واستغلال إمكاناتها المتعددة في تحسين تجربة التعلم.
وأوضح أن هذه الروبوتات جرى تصميمها لتقليد سلوك المعلمين البشريين بشكل دقيق، حيث يمكنها إجراء محادثات طبيعية مع الطلاب، والإجابة على أسئلتهم بطريقة سلسة ومفهومة.
وهذه القدرة على المحاكاة المتقدمة، أدت إلى نتائج إيجابية ملحوظة، حيث أظهرت الدراسات أن الطلاب يتفاعلون مع هذه الروبوتات بشكل أكبر وأكثر حماسا، ما يساهم في تحسين عملية التعلم.
وبالنسبة لمصر، على الرغم من إمكانية تطبيق هذه التجربة في بعض المدارس المجهزة بأحدث التقنيات، إلا أن التوسع في استخدام الروبوتات في التعليم على مستوى الدولة يواجه تحديات كبيرة.