في الآونة الأخيرة باتت امتحانات اللغة العربية تتسم بحالة من الهزل والغموض حيث ظهرت مجموعة من الإجابات الغريبة التي أذهلت المعلمين وأثارت جدلا واسعا بين الطلاب وأولياء الأمور، لم يعد الأمر مقتصرا على صعوبة الأسئلة أو التوتر الذي يرافق الامتحانات بل أصبح يعبر عن أبعاد أخرى تتعلق بسلوكيات الطلاب وأفكارهم التي يشاركونها عبر منصات التواصل الاجتماعي، يبدو أن ما نشهده من ظواهر غريبة في امتحانات اللغة العربية يعكس تغيرات أعمق في التفكير والسلوك بين الطلاب، من الضروري أن ينتبه المعلمون والإدارات التعليمية لهذه العلامات، والعمل على تحسين البيئة التعليمية ودعم الطلاب نفسيا وأكاديميا إذا استمر الوضع على ما هو عليه قد نجد أنفسنا أمام أجيال تعبر عن أفكارها بطريقة غير مفهومة أو مقبولة مما يتطلب منا إعادة النظر في كيفية تعاملنا مع عملية التعليم.
التعبير عن الذات من خلال الإجابات
تسرد هاجر أحمد علي إحدى الطالبات تجربتها في أحد الامتحانات حيث كتبت للدكتور قائلة أنا عارفة الباقي بس تعبت يادكتور مش قادرة أكمل، هذه العبارة تكشف عن حالة الإحباط التي يعيشها العديد من الطلاب في ظل ضغط الامتحانات وكثرة المعلومات المطلوبة، وتضيف أسماء عماره أنها وزملائها كانوا يعتقدون أن جزءا من المنهج ملغي إلا أنهم فوجئوا بوجود أسئلة منه تأتي من ذلك الجزء الملغي مما دفعهم لتدوين أسماءهم فقط والمغادرة.
تجارب غريبة تثير الدهشة
تظهر التجارب المختلفة للطلاب مدى التنوع في ردود أفعالهم تجاه الأسئلة، أحمد على سبيل المثال وصف شعوره أثناء وجوده في اللجنة بأنه كان يفكر في أغنية تسيطر على ذهنه ليقرر أن يكتبها باللغة العربية بدلا من التركيز على الأسئلة، بينما إيمان قالت إنها كررت الإجابات في جميع الأسئلة معتبرة أن ذلك قد يكون الحل الأمثل في مواجهة امتحان يضم أسئلة غير مفهومة.
السخرية من التعليم
انتشرت صور لامتحانات تعكس بعض الإجابات التي تتسم بالسخرية مثل طالب رسم تسجيلا صوتيا يشبه رسائل الواتس آب كإجابة على سؤال معين، هذه الظواهر لا تعكس فقط ضغوط الامتحانات بل تدل على شعور بعض الطلاب بعدم الفهم الكامل للأسئلة أو حتى للاحتياجات التعليمية بشكل عام.