في تاريخ العلوم توجد قصص ملهمة عن الأفراد الذين واجهوا التحديات وتحولوا إلى رموز للإبداع والتفوق ومن بين هذه القصص تبرز حكاية عالم عربي عُرف بمساهماته البارزة في مجاله رغم الصعوبات التي واجهها في بداية حياته الأكاديمية، وهذا العالم الذي تم فصله من جامعته المصرية استطاع أن يحقق إنجازات هائلة جعلته واحدًا من أهم العلماء على مستوى العالم، فما هي قصته وكيف نجح في تخطي العقبات ليصبح رمزًا للعلم والتفاني؟ دعونا نستعرض معًا هذه الرحلة الملهمة.
حكاية العالم المصري “مايكل نجيب”
وُلد مايكل نجيب في مصر حيث بدأ مسيرته التعليمية في جامعة القاهرة إحدى أعرق الجامعات في العالم العربي وخلال سنوات دراسته واجه تحديات صعبة ومن بينها حادثة مثيرة تمثلت في حصوله على صفر من أستاذه ، وعلى الرغم من هذا الموقف المحبط لم يستسلم نجيب بل استخدمه كحافز لتجاوز العقبات وتحقيق طموحاته.
تأثير الأساتذة
كان للأساتذة الذين درّسوه تأثير كبير على مسيرته العلمية فقد شجعوه على التفكير النقدي والتطوير الذاتي، مما ساعده على التميز في دراسته وبفضل جهودهم تم تعيينه كمعيد في الجامعة مما فتح له آفاقًا جديدة للاستمرار في البحث العلمي.
رحلة إلى أمريكا
بعد حصوله على درجة الماجستير قرر نجيب متابعة دراسته للدكتوراه في جامعة دريكسل الأمريكية وهناك استطاع أن يحقق إنجازات علمية بارزة ، واكتشافه العلمي الذي شكل نقطة تحول في حياته كان حول مواد جديدة تستخدم في التطبيقات التكنولوجية المتقدمة مما جعله يُعتبر أحد أبرز علماء علوم المواد.
التفكير في العودة إلى مصر
عند اقترابه من مناقشة رسالة الدكتوراه في 2014 وكانت خطة مايكل نجيب العودة إلى مصر بعد إتمام أبحاث ما بعد الدكتوراه ، وقد قدم طلبًا للحصول على زمالة “يوجين ويجنر” التي تُعتبر من أهم الإنجازات العلمية وهذه الزمالة سمحت له بالتواصل مع شبكة واسعة من العلماء والباحثين مما كان له تأثير كبير على مسيرته.
الفصل من جامعة القاهرة
بعد قبول زمالته قدّم نجيب طلبًا لجامعة القاهرة لتمديد إجازته لكنه فوجئ بقرار فصله ، وكان هذا القرار مؤلمًا ولكنه دفعه إلى اتخاذ القرار بالبقاء في أمريكا وقد عبّر عن مشاعره قائلاً«قلبي كان يصر على العودة لكن عقلي قال لا» ومع ذلك اعتبر أن الفصل كان خطوة نحو مستقبله.
إخطار بمطالبة بالنفقات
في يناير 2016 تلقت السفارة المصرية في واشنطن خطابًا يطالب نجيب بسداد نفقات إجازته الدراسية ، وكان هذا الطلب نتيجة لعدم التزامه بالمدة المحددة للبقاء خارج البلاد ، وأوضح نجيب أنه كان بحاجة إلى مزيد من الوقت لإكمال الزمالة لكنه اختار عدم الالتفاف على القوانين.
قائمة “40 تحت 40”
رغم التحديات التي واجهها استطاع مايكل نجيب في أكتوبر 2015 أن يُدرج في قائمة مجلة “40 تحت 40” التي تحتفي بالخريجين الشباب المتميزين وفي مارس 2016، احتفلت جامعة دريكسل بنجيب كأحد الشخصيات البارزة مما زاد من شهرته وسمعته في مجال علوم المواد.