في اكتشاف أثري مذهل، تم العثور على أكبر مدينة تحت الأرض حتى الآن، حيث يُعتقد أن ما يقرب من 50 ألف شخص عاشوا فيها، هذا الاكتشاف أدهش علماء الآثار وعشاق التاريخ، إذ كانت هذه المدينة مخبأة تحت الأرض لقرون دون أن يعلم أحد بوجودها.
تفاصيل الاكتشاف
يعتبر اكتشاف مدينة ديرينكويو تحت الأرض، التي تستوعب حوالي 50 ألف نسمة، من أكثر الاكتشافات الأثرية إثارة تقع هذه المدينة الغامضة في منطقة ديرينكويو بتركيا، حيث تمتد على عمق يصل إلى 60 مترًا (حوالي 200 قدم) تحت السطح تتكون المدينة من عدة طوابق، وتتميز بسعتها الكبيرة التي تسمح بإيواء نحو 20 ألف شخص مع مواشيهم ومخازن طعامهم يعتقد أن هذه المدينة تم إنشاؤها كملاذ آمن من الغزوات، مما يعكس براعة الحضارات القديمة في التكيف مع الظروف الصعبة.
خلال عمليات تنقيب في منطقة جبلية نائية، لاحظ الفريق الأثري إشارات تدل على وجود هيكل ضخم تحت الأرض، وبعد أشهر من العمل الدقيق، تم الكشف عن شبكة معقدة من الأنفاق والممرات التي تؤدي إلى مدينة كاملة تحت الأرض، تحتوي على منازل، مخازن، ومعابد بُنيت بدقة هندسية تعود لمئات السنين.
حياة تحت الأرض
تبين أن هذه المدينة كانت مجهزة لتوفير حياة كاملة لسكانها، اكتشف الباحثون غرف سكنية، قاعات جماعية، وآبار مائية تضمن توفير المياه، كما عُثر على نظام تهوية معقد يسمح بتدفق الهواء النقي عبر الأنفاق، بالإضافة إلى ذلك، وجدت مزارع صغيرة تُستخدم لزراعة المحاصيل وتربية الحيوانات، حيث اعتمد السكان على الإنارة الطبيعية من خلال فتحات في السقف، إلى جانب بعض المصابيح البدائية.
اكتشافات أثرية مدهشة
داخل المدينة، عثر العلماء على قطع أثرية تعكس حياة السكان، تضمنت هذه الاكتشافات أواني فخارية مزخرفة، أدوات حجرية ومعدنية، بالإضافة إلى تماثيل منحوتة تمثل حيوانات ورموز دينية، مما يشير إلى نشاط حضاري وثقافي مزدهر في تلك الفترة.
لا يزال الغموض يحيط بسبب انتقال السكان للعيش تحت الأرض، يعتقد العلماء أن ذلك قد يكون لحمايتهم من الغزوات أو لمواجهة ظروف مناخية قاسية.