في الحضارة المصرية القديمة، كان للعمل أهمية كبرى، لكن حتى في تلك المجتمعات الصارمة، كانت هناك أعذار مقبولة للتغيب أو التأخير عن العمل. على عكس ما قد يتخيل، لم تكن هذه الأعذار دائما تتعلق بالمرض أو الظروف القهرية، بعض الأعذار كانت تحمل طابع يوميا واجتماعيا، قد يعتبره البعض اليوم غريبا أو طريفا.
الجلوس بجانب الزوجة
في أحد أشهر النصوص المصرية القديمة، وجدت رسالة يُظهر فيها الرجل المصري القديم سبب تغيبه عن العمل، قائلاً إنه كان جالسا بجوار زوجته، كان هذا الموقف يعتبر أمرا طبيعي ومقبولا في بعض الأحيان، حيث كانت الروابط الأسرية مقدسة وتحتل مكانة كبيرة في المجتمع المصري الرجل كان يُعفى من العمل في حال كان يقوم بواجباته العائلية، بما في ذلك الجلوس مع زوجته ومشاركتها الوقت.
البيرة … الشراب الذي كان يعفي من العمل
البيرة في مصر القديمة لم تكن مجرد مشروب كحولي، بل كانت جزء أساسي من النظام الغذائي، وكان لها طابع مقدس في بعض الطقوس في بعض المناسبات، كان يتم تقديم البيرة كجزء من الأعياد والاحتفالات. إذا كان الفرد قد شارك في إحدى هذه الاحتفالات، فإن هذا كان يعتبر عذرا مقبولا للتغيب عن العمل في اليوم التالي، فقد كان يفترض أن هذه الطقوس والاحتفالات تعزز العلاقة بين الإنسان والآلهة.
المرضى النفسيون أو الروحيون
بينما كانت الأعذار الطبية دائما موجودة، كانت هناك أيضا أعذار تتعلق بالصحة النفسية أو الروحية كان يعتقد أن بعض الأفراد قد يتعرضون لتأثيرات روحية أو قوى غيبية تمنعهم من القيام بأعمالهم هذه الحالة كانت تتطلب وقتا للعلاج والتطهر، وكان يسمح للأفراد بأخذ إجازة من العمل حتى يتمكنوا من التعافي الروحي.
الطقوس الدينية والأعياد
الدين كان جزءا أساسي من حياة المصريين القدماء، وكان للطقوس الدينية دور كبير في حياتهم اليومية كانت بعض الطقوس تتطلب من الأفراد حضور شخصيا، وكانت تعتبر جزء من واجبهم نحو الآلهة إذا كان الموظف قد حضر هذه الطقوس، فقد كان يتم إعفاؤه من العمل، حيث كان ينظر إلى هذا الحضور كجزء من التزاماته الدينية.