تستمر الاكتشافات الأثرية في تقديم رؤى جديدة حول تاريخ البشرية ومن بين تلك الاكتشافات تبرز مدينة النحاس التي تقع في المغرب لتكون أحد الألغاز التاريخية التي تأسر خيال الباحثين والمغامرين، هذه المدينة التي يعتقد أنها مرتبطة بأساطير الجن وسيدنا سليمان تحمل في طياتها قصة مثيرة تعكس عمق الحضارات القديمة وتاريخها المليء بالأسرار، تبقى مدينة النحاس رمزًا من رموز التاريخ الغامض حيث تلتقي الأسطورة بالواقع، إن الاكتشافات الأثرية كمدينة النحاس تسهم في توسيع آفاق معرفتنا وتحدي ما نعتقد أننا نعرفه عن ماضينا.
الأسطورة المحيطة بمدينة النحاس
تدور العديد من الأساطير حول مدينة النحاس حيث يشاع أنها بنيت بالكامل من النحاس تحت إشراف سيدنا سليمان، ويقال إن الجن هم من قاموا بتشييدها بالقرب من ما يعرف ببحر الظلمات، يصف بعض الرواة المدينة بلونها النحاسي اللامع مما أكسبها لقب “مدينة الصفر”، هذه الروايات المثيرة رغم كونها محط اهتمام كثير من الناس إلا أن الأدلة التاريخية تكشف عن صورة مختلفة تمامًا.
الاكتشاف الأثري في المغرب
تم الكشف عن مدينة النحاس في منطقة تطوان وهي مدينة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط، تقع المدينة بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف مما يجعلها محاطة بجمال طبيعي خلاب، يعود الفضل في هذا الاكتشاف إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي أمر بإرسال وكيله موسى بن نصير للتحقق من صحة الأساطير المتعلقة بهذه المدينة.
بدأت رحلة البحث بعد انتشار الأحاديث حول المدينة الأسطورية وهو ما دفع الخليفة لاستكشاف الحقائق وراء هذه الروايات، ومع تقدم الزمن أثبتت الأدلة الأثرية أن المدينة ليست مجرد خيال أو أسطورة بل هي جزء من التاريخ الحقيقي للمغرب تتطلب منا دراسة متعمقة لفهم خلفيتها.