في زوايا غابات العالم المظلمة، يختبئ نبات غريب يطلق عليه لقب “مصاص الدماء”، حيث يعيش على امتصاص العناصر الغذائية من جذور النباتات الأخرى. يُعرف هذا النبات باسم “لانغسدورفيا”، وهو نبات مزهر متقشر يتسم بلونه الأحمر الناري و ينمو هذا النبات خلال موسم الجفاف عن طريق “نهب” غذائه من النباتات المجاورة، بما في ذلك الشجيرات والتين وحتى الصبار.
خصائص نبات لانغسدورفيا
يقوم نبات “مصاص الدماء” بمد جذوره تحت الأرض ليلتصق بجذور النباتات المضيفة ومن خلال هذا الارتباط، يتمكن من “ابتلاع” جميع العناصر الغذائية اللازمة لبقائه على قيد الحياة ويتميز النبات الطفيلي بإطلاق رائحة جذابة ورحيق لجذب الملقحات مثل الخنافس والنمل وحتى الطيور فيقول كريس ثوروغود، اختصاصي النباتات الطفيلية في حديقة النباتات والمشاتل بجامعة أكسفورد: “إنها (لانغسدورفيا) نباتات مصاصة دماء”.
الأنواع المعروفة من نبات لانغسدورفيا
هناك أربعة أنواع معروفة من هذا النبات الطفيلي:
- إل. هايبوغايا مارت: ينتشر على نطاق واسع في أميركا الوسطى والجنوبية.
- ملجيكا: موطنه مدغشقر.
- إل. بابونا غيسينك: ينتشر في بابوا غينيا الجديدة.
- إل. هيتيروتيبالا: تم التعرف عليه مؤخرًا، ويقتصر وجوده على مناطق محدودة في الغابات بجنوب وجنوب شرق البرازيل
مظهر نبات “مصاص الدماء”
وفقًا لدراسة علمية نشرها موقع NPH المتخصص في علم النباتات، فإن النورات المتقشرة لهذا النبات، التي غالبًا ما تكون زاهية الألوان، تنبثق من الفروع الصخرية الجوفية في قاع الغابات المهملة ومن حيث المظهر، يشبه النبات مخلوقات أعماق البحار أكثر من كونه نباتًا مزهرًا تقليديًا وتتكون هذه النباتات الطفيلية، التي تنتمي إلى عائلة Balanopharaceae، من درنات وأزهار، لكنها تفتقر إلى البنية الجذعية التقليدية التي تعودنا عليها في النباتات الأخرى.
أبعاد علمية ومكتشفات جديدة
تشير الدراسة إلى أن ندرة هذا النبات وطبيعته المراوغة، بالإضافة إلى المواقع النائية التي تنمو فيها، قد تعني أن هناك المزيد من الأنواع التي لم يتم اكتشافها بعد كما أن بيولوجيا معظم الأنواع المعروفة لا تزال غير مفهومة بشكل كامل من قبل العلماء، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث والدراسة.