تشهد محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي نزاعًا قانونيًا فريدًا بين شركة أمريكية متخصصة في الإنقاذ، تُعرف باسم “Sea Search Armada”، ودولة كولومبيا، بسبب اكتشاف كنز ضخم يقدر بقيمة 18 مليار دولار هذا الكنز يتضمن كميات كبيرة من الذهب والزمرد والفضة، ويقع في حطام سفينة إسبانية غرقت قبل أكثر من 300 عام.
بدأت القصة في ثمانينات القرن الماضي عندما اكتشفت “Sea Search Armada” الكنز في المياه الإقليمية لكولومبيا، مما أثار نزاعًا حول أحقية الملكية في البداية، لم يكن هناك تدخل قضائي، لكن الأمور تطورت لتصل إلى المحكمة في لاهاي حيث تسعى الأطراف المتنازعة لحل النزاع.
تفاقم النزاع عندما دخلت بوليفيا كطرف ثالث، زاعمةً أن قبيلة “كارا كارا” البوليفية تمتلك حقوقًا تاريخية على الكنز، الذي يُعتقد أنه سُرق من مناجمها الاستعمارية أثناء فترة الاحتلال الإسباني وطالبت بوليفيا بالحصول على الجواهر الثمينة التي كانت على متن السفينة “سان خوسيه”، والتي كانت تحمل الذهب والفضة لدعم الحرب الإسبانية ضد بريطانيا.
“سان خوسيه” هي سفينة إسبانية شراعية، تحملت في رحلتها 62 مدفعًا و3 صواريخ، وعلى متنها حوالي 600 شخص. تم إغراقها في عام 1708 من قِبَل القوات البريطانية خلال الحرب الإسبانية، وتُعد واحدة من أبرز السفن الإسبانية التي قامت بالعديد من الرحلات بين أوروبا والأمريكيتين في القرنين السادس عشر والثامن عشر.
بينما يتصارع الأطراف المتنازعون حول الكنز، يعبر المؤرخون البحريون وعلماء الآثار عن قلقهم بشأن الأهمية الثقافية والتاريخية لموقع السفينة الغارقة، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على الموقع كما هو، دون تدخل أو تنقيب.