كشف باحثون عن اكتشاف لافت يتعلق بسلوك إنسان الغاب البري، حيث تم رصد ذكر من هذه الفصيلة وهو يعالج جرحاً في وجهه باستخدام هريس من نبات طبي، مما قد يلقي الضوء على أصول معالجة الجروح لدى البشر.
وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة “التقارير العلمية”، تم توثيق هذه الحالة كأول مثال معروف لعملية علاج ذاتية تقوم بها حيوانات غير بشرية وقد استغرق إنسان الغاب نحو 30 دقيقة في فرك عصارة وأوراق نبات يُعرف بخصائصه المضادة للالتهابات ومسكّنة للألم على جرحه المفتوح بعد خمسة أيام، تم إغلاق الجرح بالكامل، وعادت حالته الصحية إلى طبيعتها خلال شهر.
النبات المستخدم هو “فيبراوريا تينكتوريا”، الذي يُعرف في مناطق مثل سومطرة بخصائصه الطبية الفعّالة، بما في ذلك تأثيراته المضادة للبكتيريا هذه الخصائص جعلت منه خياراً شائعاً بين السكان المحليين لعلاج الجروح.
تأتي هذه الملاحظة من فريق بحثي من معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان في ألمانيا والجامعة الوطنية في جاكرتا، حيث تمت مشاهدة هذا الذكر من إنسان الغاب في متنزه جونونج ليوسر الوطني في إندونيسيا ووفقاً للباحثين، فقد لوحظ أيضاً أن الحيوان كان يستريح لفترات أطول، وهو سلوك قد يساعد في تعزيز شفاء الجروح.
يشير جاكوبوس دي رود، عالم الأحياء بجامعة إيموري، والذي لم يشارك في هذه الدراسة، إلى أن هذه الظاهرة قد تكون دليلاً على العلاج الذاتي وأوضح أنه من المحتمل أن يكون إنسان الغاب قد قام بوضع النبات على جرحه بشكل مقصود، مما يبرز ذكاءه الفطري.
هذه الاكتشافات تسلط الضوء على أهمية دراسة سلوك الحيوانات وطرق تفاعلها مع بيئتها، حيث يمكن أن تعزز فهمنا لأصول الممارسات الطبية وتاريخ استخدام النباتات في العلاج عبر الزمن.