فرصة العمر.. 6 دول كبرى تعرض مكافآت ضخمة لجذب سكان جدد: هتوفرلك فرص عمل وإعفاءات ضريبية

في السنوات الأخيرة، بدأت بعض الدول تواجه تحديًا متزايدًا يتمثل في انخفاض عدد سكانها، لا سيما في المناطق الريفية والبعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى، حيث دفع هذا التراجع الكثير الحكومات إلى تطوير استراتيجيات مبتكرة من أجل جذب سكان جدد وتعزيز الاستقرار السكاني في هذه المناطق.

استراتيجيات تعزيز السكان في المناطق الريفية

من ضمن هذه الاستراتيجيات، تعتمد الحكومات على تقديم حوافز سخية تشمل الدعم المالي، وتسهيلات في شراء العقارات، بالإضافة إلى إعفاءات ضريبية، ويكون الهدف من هذه الحوافز هو إعادة إحياء المجتمعات المتضررة من التراجع السكاني وتنشيط اقتصاداتها المحلية.

وجاءت هذه المبادرات كجزء من اهتمام الدول بإيجاد حلول عملية لمشاكل الانكماش السكاني، وذلك من خلال استقطاب الأفراد والعائلات الذين يريدون الانتقال والعيش في مناطق جديدة توفر لهم فرصًا مميزة لحياة أفضل، سواء كانوا يبحثون عن منازل بأسعار معقولة أو بيئة هادئة بعيدًا عن ضوضاء المدن، وفي هذا التقرير، سوف نستعرض بعض الدول التي قدمت هذه الحوافز، وما تقدمه من فرص جذابة للراغبين في الانتقال.

إحياء القرى المهجورة في إيطاليا

تعتبر إيطاليا واحدة من بيم الدول التي قامت بتقديم حوافز سخية من أجل جذب سكان جدد، وتحديدًا إلى القرى الريفية التي أصبحت شبه مهجورة. مثل مدينة «كانديلا» في جنوب إيطاليا، التي تعرف بلقب «نابولي الصغيرة»، حيث إنها تقدم ما يصل إلى 2000 يورو وهي منحة مالية للسكان الجدد، ويكون الغرض من تلك الحوافز هو إعادة إحياء المدينة التي شهدت تراجعًا كبيرًا في عدد سكانها في االسنوات لعقود الأخيرة، وجاءت تلك المبادرة ضمن  خطة أوسع في إيطاليا من أجل إعادة إحياء المدن الصغيرة والقرى المهجورة عن طريق جذب العائلات الشابة والمستثمرين ليتم تجديد طابعها العمراني والثقافي.

التخفيف من الاكتظاظ الحضري في اليابان

تعاني اليابان بدورها من مشكلة متناقضة، حيث إذ تعاني المدن الكبرى من اكتظاظ سكاني شديد، في حين تعاني المناطق الريفية من نقص حاد في عدد السكان، ولحل هذه المشكلة، تقدم الحكومة اليابانية عددًا من الحوافز من أجل تشجيع المواطنين على الذهاب إلى المناطق الريفية والانتقال للعيش بها، وتتضمن تلك الحوافز المنح المالية، وإعانات الإسكان، وإتاحة فرص العمل للمقيمين الجدد، حيث تهدف هذه الخطط أيضًا إلى تحفيز الاقتصاد المحلي في هذه المناطق المهملة وفي الوقت نفسه تقليل الضغط على المدن الكبرى مثل طوكيو وأوساكا.

البرتغال وجهة مفضلة للمتقاعدين

أصبحت البرتغال وجهة مفضلة وجذابة للأجانب وتحديدًا للمتقاعدين، وذلك لأنها تعمل على تقديم حوافز ضريبية مغرية، إلى جانب تسهيلات في شراء العقارات، علاوة على ذلك، توفر الحكومة البرتغالية برامج توفر للأجانب إقامة مقابل الاستثمار في العقارات أو المشاريع الاقتصادية، مما يعزز اقتصاد البلاد ويسهم في تنشيط المناطق الأقل ازدحامًا.

جزر اليونان تنتظر السكان الجدد

تعتبر اليونان أيضًا من بين الدول التي تسعى لجذب سكان جدد إلى جزرها الجميلة التي تعاني من نقص عدد السكان، حيث تقدم بعض الجزر منحًا مالية وسكنًا مجانيًا للعائلات التي تقرر الانتقال إليها، وذلك من أجل إعادة إحياء تلك المناطق التي كانت في السابق تعج بالسكان، وتوفر الجزر اليونانية نمط حياة هادئًا بعيدًا عن صخب المدن، مما يجعلها وجهة مثالية للأفراد الذين يبحثون عن حياة أكثر استرخاء.

قري إسبانيا تبحث عن سكان

بدأت بعض القرى النائيةفي إسبانيا في تقديم حوافز مالية تصل إلى 3000 يورو بهدف جذب السكان الجدد، إلى جانب إتاحة فرص عمل وسكن بأسعار منخفضة، مثل بلدة بونجا في منطقة كانتابريا، حيث إنها تقدم 2600 جنيه استرليني لكل شخص ينتقل للعيش فيها، فضلًا عن إضافة مبلغ لكل طفل يولد في القرية، ويكون الغرض من هذه الخطوة هو جذب العائلات الشابة وإعادة تنشيط الاقتصاد المحلي عن طريق تعزيز الوجود البشري في هذه المنطقة الجبلية الخلابة.

سويسرا تقدم 50 ألفًا مقابل الاستقرار

تعرف سويسرا بجمال طبيعته وجودة الحياة فيه، ولكنها بدأت أيضًا في مواجهة مشكلات تتعلق بنقص عدد السكان في بعض القرى، بما في ذلك قرية ألبينين السويسرية التي تقدم ما يصل إلى 50 ألف فرانك سويسري كحافز مالي لكل عائلة تقوم بالاستقرار فيها لمدة لا تقل عن 10 سنوات، ويكون الشرط الأساسي هو الاستثمار في العقارات أو الالتزام بالإقامة الدائمة، مما يساهم في تعزيز الاستقرار السكاني والاقتصادي للقرية.

الدوافع وراء هذه المبادرات

وتحرص هذه الدول عن طريق هذه المبادرات إلى تحقيق العديد من الأهداف، من بينها:

  • تحفيز النمو الاقتصادي في المناطق الريفية والنائية التي تعاني من نقص السكان.
  • تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لهذه المناطق، حيث أن العديد من هذه القرى والبلدات تحافظ على تقاليد قديمة معرضة لخطر الانقراض إذا لم يتم إحياؤها سكانيًا.
  • تسعى هذه الدول جاهدة لتوفير فرص حياة جديدة للأشخاص الذين يبحثون عن تجربة مختلفة بعيدًا عن صخب المدن الكبرى.

التحديات والمغريات

على الرغم من أن هذه الحوافز تبدو جذابة، فإن هناك تحديات يجب أخذها في الاعتبار، مثل التكيف مع لغة جديدة، فهم الثقافة المحلية، والالتزام بالإقامة لفترة طويلة، لكن بالنسبة للأشخاص الذين يبحثون عن تغيير في نمط حياتهم أو يرغبون في الهروب من حياة المدينة، قد يجدون في هذه الفرص فرصة ذهبية للاستمتاع بحياة جديدة في بيئة طبيعية وثقافية متميزة.