في خطوة تاريخية تعد بمثابة تغيير جذري في مشهد الطاقة الإقليمي والعالمي أعلنت مصر مؤخرًا عن اكتشافها لحقل الغاز الأضخم في العالم الذي يعرف باسم “ريفيين”، يقع هذا الحقل العملاق في منطقة غرب دلتا النيل ويتوقع أن يكون له تأثير بالغ على الاقتصاد المصري وعلى استراتيجيات الطاقة في المنطقة، يمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية لمصر حيث يعزز من مكانتها كمنتج رئيسي للطاقة ويزيد من قدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، ولكن الأهم من ذلك يمكن أن يسهم هذا الاكتشاف في تحول مصر إلى لاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي مما يضعها في منافسة مع الدول الغنية بالموارد مثل السعودية وقطر.
الحقل الجديد وتحولات الطاقة في مصر
يأتي اكتشاف حقل “ريفيين” كجزء من الجهود المستمرة التي تبذلها مصر لتنمية مواردها من الغاز الطبيعي حيث يعد هذا الحقل من أهم المشاريع التي تنفذها وزارة البترول المصرية بالتعاون مع شركة “بي بي” البريطانية، يشمل المشروع حفر 25 بئرًا موزعة على خمسة حقول ما يعزز بشكل كبير القدرة الإنتاجية للغاز الطبيعي في البلاد.
الأبعاد الاقتصادية لحقل “ريفيين”
من الناحية الاقتصادية يشكل حقل “ريفيين” فرصة هائلة لمصر لتعزيز استقلالها الطاقي وتقليل الاعتماد على استيراد الغاز، فمن خلال زيادة إنتاج الغاز المحلي سوف تتمكن مصر من توفير مواردها المالية التي كانت تنفق على استيراد الغاز وهو ما سيسهم في تحسين ميزان المدفوعات وتقوية العملة المحلية.
تحديات واعدة
يمثل حقل “ريفيين” ضربة قوية لمراكز الإنتاج الغازي التقليدية في المنطقة، فالدول الخليجية مثل السعودية وقطر التي طالما هيمنت على قطاع الطاقة سوف تجد نفسها في مواجهة منافس جديد ومؤثر، السعودية على سبيل المثال تمتلك واحدًا من أكبر احتياطي النفط في العالم وهي من كبار المصدرين في مجال النفط الخام، ومع ذلك فإن مصر، من خلال هذا الاكتشاف قد تكون قادرة على تقليل هذا الاعتماد على الصادرات النفطية وتوجه مواردها نحو الغاز الطبيعي ما يجعلها لاعبًا مهمًا في أسواق الغاز.