بعد تحقيق نجاح ملحوظ في تجارب مركز البحوث الزراعية، أصبحت فكرة خلط القمح مع الذرة أو الشعير لإنتاج رغيف خبز منخفض التكلفة وعالي الجودة خيارًا غير مجدٍ حاليًا، وذلك بسبب ارتفاع أسعار خامات الأعلاف مقارنة باستخدام القمح وحده.
كانت فكرة خلط القمح مع الذرة أو الشعير مفيدة سابقًا، حيث كان القمح أغلى المكونات، لكن ارتفاع أسعار الذرة والشعير حاليًا يعيق إمكانية تعميم التجربة، ومع ذلك، يرى المختصون أن تشجيع المزارعين على توسيع زراعة الخامات يعد حلاً مناسبًا.
ارتفاع أسعار الأعلاف يعرقل الخلط
يقول الدكتور إبراهيم أمين، رئيس قسم بحوث القمح بالمركز، إن تجربة خلط الذرة أو الشعير مع القمح بنسبة 20% كانت ناجحة، وتهدف إلى تقليل استهلاك القمح وتقليل فاتورة الاستيراد.
ويوضح أن سعر كيلو القمح يبلغ حوالي 14 جنيهًا، بينما سعر كيلو الذرة يصل إلى 20 جنيهًا وكيلو الشعير إلى 18 جنيهًا، وهو ما يجعل استخدام البدائل غير مجدٍ في ظل هذه الأسعار.
ويتابع أمين: “إذا نظرنا إلى التكلفة، سنجد أن استيراد القمح مع الاعتماد على المحاصيل المحلية أرخص بكثير من استخدام البدائل، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف، مما قد يؤثر على استيراد اللحوم بأسعار مرتفعة أيضًا.”
تجربة خلط الشعير بالقمح
تحدثت الدكتورة هبة جمعة، رئيس قسم بحوث الشعير، عن تجربتين لخلط الشعير مع القمح، حيث حققت نجاحًا مع المواطنين. قامت بتجربة خلط 20% من الشعير بالقمح، وأسفر ذلك عن إنتاج خبز مشابه للخبز الشامي، حيث تم توزيع حوالي 50 ألف رغيف على المواطنين في منطقة الأسمرات، وكانت ردود الفعل إيجابية للغاية.
وتضيف أن المركز أجرى تجربة ثانية بخلط نسب متفاوتة من الشعير، حيث أظهرت العينات التي تحتوي على 20% من الشعير استحسان الجمهور، مؤكدين عدم وجود فرق ملحوظ عن الخبز التقليدي.
مميزات خلط الشعير
تشير الدكتورة هبة جمعة إلى أن خلط القمح بالشعير يحمل مزايا متعددة، منها فائدته للأشخاص الذين يعانون من السكري، وملمسه الجيد، وقدرته على الاحتفاظ بجودته خارج الثلاجة لمدة تصل إلى 3 أيام. كما أن زراعة الشعير لا تتطلب كميات كبيرة من المياه، وهو ما يساهم في تقليل التكلفة.
ومع ذلك، تواجه هذه التجربة تحديات، أبرزها ارتفاع سعر الشعير حاليًا ونقص توفره، مما يجعل الفلاحين يترددون في زراعته. وقد قدم المركز مقترحات لحل هذه الأزمة بهدف استخدام الشعير كمحصول بديل للقمح.