«ضاع عمرنا واحنا منعرفهاش» … اكتشاف مدينة صغيرة تحت الأرض يسكنها الجن والإنس ويعيش بها أكثر من 5000 شخص .. مش هتصدق عايشين إزاي؟؟

في أعماق الأرض التركية وتحديدًا في منطقة كابادوكيا الشهيرة بتضاريسها البركانية الساحرة تقع مدينة تاريخية غامضة تعرف باسم “ديرينكويو”، هذه المدينة ليست فقط من عجائب العالم الطبيعي بل تحمل بين جدرانها الكثير من الأسرار التي تعكس تاريخًا طويلًا من الصراع والتعايش بين البشر والكائنات الخارقة للطبيعة وفقًا لبعض الأساطير الشعبية.

مدينة تحت الأرض

تعد مدينة ديرينكويو واحدة من أكبر وأقدم المدن تحت الأرض التي تم اكتشافها في العالم ويعتقد أنها كانت مأهولة بالبشر منذ القرن السابع والثامن قبل الميلاد، المدينة كانت تعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات الغزوات والحروب حيث استخدمها المسيحيون خلال الفترة البيزنطية كملجأ خلال الهجمات الفارسية والعربية، ومع مرور الوقت أصبحت المدينة معروفة باسم “مدينة الجن” بسبب القصص التي تربطها بالكائنات الخارقة مثل الجن التي يعتقد أنها كانت تسكن فيها أو تحيط بها.

الهيكل المعماري لمدينة ديرينكويو

يتميز هيكل مدينة ديرينكويو بتصميم معقد يعكس تطورًا معماريًا مذهلًا بالنسبة للزمن الذي تم بناؤها فيه، المدينة تضم شبكة من الأنفاق والطرق التي تمتد لأميال تحت الأرض حيث تتداخل الغرف والممرات مع بعضها البعض في شكل متداخل يشبه المتاهة، تكمن العبقرية في تصميم هذه المدينة في أنها لم تكن مجرد ملجأ بسيط بل كانت عبارة عن مجتمع كامل يعيش تحت الأرض بكامل إمكانياته.

نظام التهوية الفعّال

من أبرز ميزات المدينة هو نظام التهوية المتطور حيث يحتوي كل طابق على مواسير وتدفقات هوائية تمكن سكان المدينة من التنفس بسهولة على الرغم من وجودهم في أعماق الأرض، هذا النظام كان حيويًا جدًا خاصة وأن المدينة كانت تضم الآلاف من السكان في أوقات الحرب ويجب أن يظل الهواء نقيًا وصحيًا.

المرافق المتكاملة داخل المدينة

لم تقتصر المدينة على توفير أماكن سكنية فحسب بل كانت تحتوي أيضًا على كافة المرافق الأساسية التي يحتاجها السكان للعيش في ظل تلك الظروف الصعبة، من بين هذه المرافق:

تم تصميم مخازن الطعام بشكل يضمن الحفاظ على الطعام لفترات طويلة دون أن يتلف ما يجعل المدينة مستقلة تمامًا عن الإمدادات الخارجية.

شهدت المدينة أيضًا وجود أماكن مخصصة للعبادة ما يعكس أهمية الدين والروحانيات في حياة سكان المدينة، كانت هذه الأماكن تستخدم لأداء الطقوس الدينية والصلوات مما يشير إلى أن سكان المدينة لم يكونوا يعيشون في عزلة كاملة عن حياتهم الروحية.

تم بناء غرف سكنية تضم مساحة معيشية كبيرة بعضها مزود بنوافذ صغيرة تسمح بدخول الضوء من خلال الأنفاق ما يمنح السكان إضاءة طبيعية مما جعل العيش تحت الأرض أقل صعوبة من الناحية النفسية.

لماذا سميت بمدينة الجن

بالإضافة إلى تاريخها العريق وتقديمها ملاذًا للبشر خلال فترات الصراعات تسمي المدينة “مدينة الجن” نظرًا للأساطير المحلية التي تحيط بها، يعتقد بعض سكان المنطقة أن المدينة كانت مأهولة بجن يعيشون بجانب البشر أو أنهم استخدموها كمكان للعيش في عصور ما قبل الإسلام، القصص الشعبية حول الجن التي تروى في المنطقة تشير إلى أن هناك بعض “الأبواب” المخبأة داخل المدينة والتي يمكن أن تقود إلى عوالم أخرى.