اغتيال رفيق الحريري.. بعد أكثر من 18 سنة تقرير يكشف كواليس اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق

عرضت قناة العربية السعودية فيلمًا وثائقيًا جديدًا يسلط الضوء على التفاصيل الخفية لعملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، التي وقعت في 14 فبراير 2005. هذه الجريمة التي أدخلت لبنان في دوامة من الانقسامات السياسية المستمرة حتى اليوم.

تتبع خيوط الجريمة

الفيلم الوثائقي يستعرض دور لجنة التحقيق الدولية التي تعاونت مع فرق المحققين اللبنانيين في تتبع الاتصالات الهاتفية للأشخاص المرتبطين بالجريمة. بدأت التحقيقات الجنائية بتمشيط مسرح الجريمة في بيروت، بحثًا عن أدلة تساعد في فهم كيفية تنفيذ التفجير، الذي أدى إلى مقتل 22 شخصًا بينهم الحريري.

أدلة مهمة في التحقيق

أحد أهم الاكتشافات كان العثور على شظية صغيرة من شاحنة ميتسوبيشي، وهي السيارة التي تم استخدامها لنقل المتفجرات. هذا الاكتشاف كشف عن شبكة معقدة من العملاء المتورطين في الجريمة. في محاولة لتضليل التحقيق، ظهر شخص يُدعى “أبو عدس” معلنًا مسؤوليته عن الاغتيال، لكن التحقيقات أثبتت أنه لا توجد علاقة حقيقية تربطه بالجريمة.

شبكة الهواتف الحمراء

مع تقدم التحقيقات، أصبح واضحًا أن الاغتيال لم يكن عملاً إرهابيًا فرديًا، بل كان جزءًا من مؤامرة منظمة. كشف المحققون عن وجود شبكة من الهواتف المحمولة، عُرفت باسم “الهواتف الحمراء”، التي استُخدمت حصريًا للتواصل داخل مجموعة صغيرة من الأشخاص، مما أثار مزيدًا من الشكوك حول تورط جهات منظمة.

دور حزب الله وسوريا

ركز الفيلم أيضًا على دور مصطفى بدر الدين، أحد القادة البارزين في حزب الله، والذي كان له سجل طويل في تنفيذ العمليات الإرهابية. كشفت التحقيقات أن بدر الدين كان على اتصال دائم بشبكة “الهواتف الحمراء”، مما دفع المحققين للاعتقاد بأن حزب الله كان له دور رئيسي في عملية الاغتيال.

إلى جانب ذلك، استعرض الوثائقي التوترات الأخيرة بين الحريري والنظام السوري، حيث بدأ الحريري يبتعد عن النفوذ السوري في لبنان، بعد اجتماع متوتر مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي هدد “بكسر لبنان” في حال عارض الحريري خططه.

المحكمة الخاصة بلبنان

نتيجة لهذه التوترات، قامت الأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي أدى إلى إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، التي أصدرت لوائح اتهام ضد عدد من المتورطين، من بينهم مصطفى بدر الدين، الذي قُتل لاحقًا في سوريا في ظروف غامضة عام 2016.

الخلاصة

يبرز الفيلم الوثائقي دور القوى الإقليمية والمحلية في اغتيال الحريري، ويكشف تفاصيل جديدة عن دور حزب الله والنظام السوري في المؤامرة التي هزت لبنان وأثرت على توازن القوى السياسية في المنطقة.