يتساءل العديد من الأشخاص عن سر صياح الديك وهل يرى الملائكة، استجابة الدعاء عند سماع صياح الديك ورد في حديث صحيح روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الحَمِيرِ فَتَعَوَّذُوا بالله مِنَ الشَّيْطانِ، فإنَّهَا رأتْ شَيْطانًا، وَإذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدّيَكَةِ فاسْأَلُوا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فإنَّها رأتْ مَلَكًا» (رواه البخاري مع الفتح، 6/ 350، برقم 3303، ومسلم، 4/ 2092، برقم 2729).
صياح الديك
في هذا الحديث، يحث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على الاستعاذة بالله من الشيطان عند سماع نهيق الحمار، لأن الحمار يرى الشيطان في تلك اللحظات، وفي المقابل، يدعو النبي إلى طلب فضل الله والدعاء عند سماع صياح الديك، لأن الديك يرى الملائكة حينها، وهذا يعكس ارتباط أصوات بعض الحيوانات برؤية مخلوقات غير مرئية للإنسان، مثل الشياطين والملائكة.
ومن حكمة الله تعالى العظيمة على خلقه أن ألهم الديك معرفة الأوقات، فهو يميز الليل عن النهار، ويقسم صياحه على فترات الليل بشكل دقيق، سواء طال الليل أو قصر، ويتكرر صياحه قبل الفجر وبعده، مما يجعله وسيلة لتذكير الناس بوقت الصلاة وإيقاظهم لها.
شرح الحديث
قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إذا سمِعتُم صِيَاحَ الدِّيَكَةِ»، الدِّيَكةُ: جمعُ دِيكٍ، وهو ذكَر الدَّجاج، ويتميز الديك بخاصية فريدة تتمثل في قدرته على معرفة الوقت الليلي بدقة، فهو يقسم صياحه على فترات الليل ولا يكاد يخطئ في توقيته، سواء طال الليل أو قصر.
وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «فاسألوا اللهَ مِن فضلِه»، أي: فادْعُوا أو اطلُبوا، أو قولوا: اللهمَّ إنَّا نسألُك من فَضلِك؛ «فإنَّها رأتْ ملَكًا»، أي: فإنَّ الملائكةَ حاضرةٌ حينئذٍ، فيَدْعو رَجاءَ تأمينِ الملائكةِ على دُعائِه واستغفارِهم له وشهادتِهم له بالإخلاصِ؛ «وإذا سمِعتُم نَهِيقَ الحِمار»، أي: صوتَه المُنكَرَ، «فتعوَّذوا بالله من الشَّيطانِ»، أي: قولوا: أعوذُ بالله مِن الشَّيطانِ الرَّجيم، «فإنَّه رأى شيطانًا»، أي: يكون الشيطان حاضرًا، فينبغي على المسلم الاستعاذة بالله ليحميه من شر الشيطان.