في تطور غير مسبوق ومثير للدهشة أعلنت الحكومة الموزمبيقية عن اكتشاف أكبر حقل غاز مسال في أفريقيا. والذي يحتوي على احتياطي ضخم يصل إلى 85 تريليون قدم مكعبة، هذا الاكتشاف ليس مجرد حدث محلي، بل يمثل نقطة تحول هامة قد تغير خريطة الطاقة العالمية وتعزز الاقتصاد العالمي بشكل عام، ومع استمرار الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة يتوقع الخبراء أن يكون لموزمبيق دور رئيسي في تزويد العالم بالغاز الطبيعي المسال مما يجعلها واحدة من أغنى الدول في المستقبل القريب.
مشروع “روفوما” وتحقيق آمال كبيرة
يعود مشروع “روفوما” للغاز المسال إلى سنوات مضت حيث كان من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2019، ومع ذلك واجه المشروع عدة تحديات حالت دون البدء الفعلي مما أدى إلى تأجيل قرار الاستثمار النهائي حتى عام 2026،يعتبر مشروع “روفوما” من أبرز المشاريع الاستراتيجية الكبرى في إفريقيا وهو يجمع بين شركات عالمية ضخمة مثل “إكسون موبيل” و”إيني” و”الشركة الوطنية الصينية للنفط” التي تعكس اهتمامًا عالميًا كبيرًا بموارد الغاز في المنطقة.
هذا المشروع يعد الأكبر من نوعه في شرق أفريقيا ويستهدف استغلال احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي مما يعزز من مكانة موزمبيق كمركز رئيسي لتصدير الغاز الطبيعي المسال، ومن المتوقع أن يساهم بشكل كبير في تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد وزيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية.
البنية التحتية الحديثة
عندما نتحدث عن مشروع “روفوما” فإن الحديث لا يقتصر فقط على حجم الاحتياطيات والموارد الطبيعية بل يشمل أيضًا البنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة المستخدمة، تم اختيار شركة “ماكديرموت” الأمريكية لتصميم المرحلة الأولى من المشروع وهي تتضمن إنشاء محطة لتصدير الغاز المسال بقدرة إنتاجية تصل إلى 18 مليون طن سنويًا، هذه القدرة الإنتاجية الكبيرة تجعل المشروع من أكبر المشاريع في مجال الغاز الطبيعي المسال عالميًا.
واحدة من النقاط التي تميز هذا المشروع هي استخدام خطوط إنتاج حديثة تعمل بالكهرباء وهو ما يسهم في تقليل الانبعاثات الضارة لغازات الدفيئة ما يدعم التحول العالمي نحو طاقة أنظف وأكثر استدامة، بذلك لا يساعد المشروع موزمبيق فقط على أن تصبح قوة إقليمية في مجال الطاقة بل يساهم أيضًا في تحسين البيئة ومكافحة التغير المناخي على مستوى العالم.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية على موزمبيق والعالم
من الناحية الاقتصادية يمثل مشروع “روفوما” ركيزة أساسية في تعزيز الاستقرار الاقتصادي لموزمبيق، من المتوقع أن يسهم المشروع بشكل ملحوظ في تحسين مستوى المعيشة للعديد من السكان حيث سيُحدث طفرة في الصناعات المحلية ويوفر آلاف فرص العمل الجديدة، كما سوف يكون له تأثير إيجابي على تطوير البنية التحتية للبلاد وتعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، ما يساعد على تحفيز الاقتصاد الوطني بشكل عام.