اكتشاف جنن السعودية والإمارات .. اكتشاف أكبر منجم من الماس الوردي في العالم بحجم 865 مليون قيراط يساوي مليارات الدولارات في هذه الدولة .. مستحيل يتكرر زيه تاني

على مدى أربعة عقود ظل منجم “أرجيل” في أستراليا مصدرًا رئيسيًا لإنتاج الماس الوردي حيث كان يعد منجمًا لا مثيل له في العالم بفضل حجم الإنتاج ونوعية الأحجار الكريمة التي يتم استخراجها، ولكن في خطوة مؤلمة لمحبي الأحجار الكريمة أعلنت شركة “ريو تينتو” مؤخرًا عن إغلاق المنجم بعد 41 عامًا من اكتشافه، الخبر الذي صدم العالم بأسره يثير العديد من التساؤلات حول تأثير ذلك على سوق الماس الوردي وأسعاره وكذلك مستقبل هذه الفئة من الأحجار الكريمة، فهل يعد هذا الاكتشاف الأخير، أم أن هناك المزيد من المفاجآت التي قد تغير صناعة الماس للأبد.

رحلة 41 عامًا من الاكتشاف إلى الإغلاق

في عام 1979، تم اكتشاف منجم “أرجيل” في منطقة كمبرلي الغربية بأستراليا ليبدأ بعدها إنتاج الماس الوردي الذي يعتبر من أندر وأثمن أنواع الماس في العالم، منذ أن بدأت شركة “ريو تينتو” في استثمار المنجم في عام 1983 تم استخراج أكثر من 865 مليون قيراط من الماس الخام لكن الماس الوردي الذي يمثل جزءًا صغيرًا من هذه الكمية كان هو الأكثر قيمة وشهرة.

إغلاق المنجم في عام 2021 كان بمثابة نهاية حقبة لأكبر مصدر للماس الوردي في العالم ويتوقع أن يستغرق تفكيكه وإعادة تأهيل الأرض نحو خمس سنوات وهو ما يعد عملية ضخمة ومعقدة، هذا الإغلاق لا يقتصر فقط على خسارة مصدر للماس الوردي بل قد يغير بشكل جذري أسواق الأحجار الكريمة في المستقبل.

ما الذي يجعل الماس الوردي نادرًا ومميزًا

تعد الماس الوردي من الأحجار الكريمة التي تتمتع بسمعة فريدة وجاذبية عالية، على عكس الأنواع الأخرى من الماس التي يمكن العثور على كميات كبيرة منها فإن الماس الوردي نادر للغاية. فقط حوالي 1% من إجمالي الإنتاج العالمي للماس يتمثل في الماس الوردي، إلى جانب لونه المميز الذي يتراوح بين الوردي الفاتح إلى الداكن فإن عملية تكوينه في الطبيعة ما تزال غير واضحة بشكل كامل، ما يزيد من سحره وغموضه.

وبالإضافة إلى جماله المذهل فإن الماس الوردي يرتبط بثقافات وأسطورة حول العالم كرمز للثروة والرفاهية، وقد جعل هذا الطلب على الماس الوردي مرتفعًا بشكل استثنائي حتى أن أسعاره شهدت زيادات كبيرة على مر السنين، وقد أظهرت الدراسات أن سعر القيراط من الماس الوردي قد ارتفع بنسبة 500% على مدار العقدين الماضيين ليصل إلى حوالي 3 ملايين دولار للقيراط الواحد في بعض الحالات.

الآثار الاقتصادية لإغلاق منجم أرجيل

من المتوقع أن يؤدي إغلاق منجم أرجيل إلى حدوث تغييرات كبيرة في سوق الماس الوردي، بالنظر إلى أن المنجم كان مصدرًا لأكثر من 90% من الماس الوردي في العالم فإن إغلاقه يعني أن هذا المورد الثمين سوف يصبح أكثر ندرة مما كان عليه، من الممكن أن يساهم هذا الندرة في زيادة الأسعار بشكل كبير مما قد يجعل هذه الأحجار الكريمة أكثر تكلفة بالنسبة للعديد من الأشخاص.

عملية الإغلاق وإعادة تأهيل المنجم

تتضمن عملية إغلاق منجم “أرجيل” أكثر من مجرد وقف الإنتاج، يتعين على شركة “ريو تينتو” العمل على إعادة تأهيل الأرض التي يقع عليها المنجم وهو ما يشكل تحديًا بيئيًا ضخمًا، سوف تستغرق هذه العملية ما يصل إلى خمس سنوات لتكون على أكمل وجه حيث سوف يتم إزالة المنشآت التعدينية والتأكد من أن الأرض قد استعادت قدرتها على النمو الزراعي والتنوع البيئي.