اللغة العربية تتميز بغناها ودقتها اللغوية، فهي تحتوي على العديد من الألفاظ والتراكيب التي تعبّر عن مختلف جوانب الحياة ومن أبرز هذه التراكيب جمع التكسير، وهو الجمع الذي لا يتبع قاعدة ثابتة في تحويل المفرد إلى جمع. من هذا المنطلق، فإن كلمة “نساء” في اللغة العربية هي جمع تكسير، والمفرد منها هو “امرأة”.
أصل كلمة “امرأة”
كلمة “امرأة” تعود في أصلها اللغوي إلى الفعل “مرأ”، الذي يرتبط في دلالته بجوانب الحياة الأنثوية والأنوثة وفي الصياغة النحوية، يتم استخدام هذه الكلمة للإشارة إلى الفرد الواحد من الإناث ومن الجدير بالذكر أن كلمة “امرأة” هي مفرد غير قياسي، مما يعني أنها لا تتبع قاعدة محددة لتحويلها من المفرد إلى الجمع، حيث يتم جمعها على “نساء” بدلاً من إضافة علامات جمع مؤنث سالم (مثل: مدرسات أو طالبات).
الفروق بين المفرد والجمع
التصريف والوزن: “نساء” هو جمع تكسير غير قياسي لكلمة “امرأة”، بينما يتم تصريف بعض الكلمات الأخرى في اللغة وفقًا لقواعد ثابتة في الجمع وعلى سبيل المثال، يمكن جمع كلمة “معلمة” إلى “معلمات”، وهي تتبع جمع المؤنث السالم.
الاستعمال في السياق: يُستخدم مصطلح “امرأة” للإشارة إلى الفرد الواحد من الإناث في المواقف الرسمية أو الأدبية، بينما يشير مصطلح “نساء” إلى مجموعة من الإناث ويمكننا القول مثلًا: “هذه المرأة حكيمة” أو “النساء في المجتمع لهن دور كبير”.
الاشتقاقات اللغوية: من الكلمة “امرأة” تأتي العديد من الاشتقاقات الأخرى التي ترتبط بالأنثى، مثل “امرأتي” (للإشارة إلى الزوجة)، و”مرء” (للإشارة إلى الشخص بشكل عام، سواء كان ذكرًا أو أنثى).
التحولات الدلالية
مع تطور اللغة وتنوع استخداماتها، نجد أن كلمة “نساء” قد تحمل دلالات متعددة بحسب السياق الذي ترد فيه. ففي السياقات الدينية والاجتماعية، قد تحمل الكلمة دلالات مرتبطة بدور المرأة في المجتمع، بينما في الأدب والشعر، تكون الكلمة أكثر تعبيرًا عن الجوانب الجمالية أو الإنسانية.
اختلافات مفردات اللهجات
على الرغم من أن كلمة “امرأة” هي المفرد المعترف به في اللغة الفصحى، إلا أن بعض اللهجات العربية قد تستخدم مفردات بديلة للإشارة إلى الأنثى. على سبيل المثال، في اللهجات العامية قد يتم استخدام كلمات مثل “مرة” أو “حرمة” للإشارة إلى المرأة.