تعد الحضارة الفرعونية المصرية منبع للإلهام والدهشة حول العالم، فقد كشفت مؤخرا بعثة أثرية بقيادة عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس عن اكتشاف أثري عظيم يعرف باسم “المدينة الذهبية” المفقودة، أو “صعود آتون”، الواقعة في مدينة الأقصر بمصر، يعود تاريخ هذه المدينة إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، وتحديدا إلى فترة حكم الملك توت عنخ آمون، ويعتقد أنها تحتوي على كنوز أثرية عديدة، مما يجعلها من أعظم الاكتشافات الأثرية في العصر الحديث.
العثور على “مدينة صعود آتون”
استطاعت بعثة مصرية تحقيق إنجاز أثري كبير بالكشف عن المدينة الذهبية في الأقصر، والتي تعود إلى عصر الملك أمنحتب الثالث، أحد أبرز ملوك مصر القديمة، يعتبر أمنحتب الثالث الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشرة، وقد حكم مصر جنبا إلى جنب مع ابنه أمنحتب الرابع (إخناتون) في سنواته الأخيرة، يتم تصنيف هذا الاكتشاف كأحد أهم الاكتشافات الأثرية منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون.
تصريحات الدكتور زاهي حواس عن الاكتشاف
أوضح الدكتور زاهي حواس أن “المدينة الذهبية” تمثل أكبر مدينة صناعية عثر عليها من عصر مصر القديمة، وقد تضمن الاكتشاف بيوتا بارتفاعات تصل إلى حوالي ثلاثة أمتار، إلى جانب مناطق متكاملة تشمل جدران وغرف ممتلئة بأدوات منزلية مختلفة، ما يعكس الحياة اليومية النشطة في تلك الحقبة، هدف فريق التنقيب من خلال هذا الاكتشاف إلى تحديد عمر المدينة بدقة، خاصة بعد العثور على نقوش هيروغليفية تعود لحقب تاريخية مهمة، إضافة إلى ذلك، تم اكتشاف ثلاثة قصور ملكية للملك أمنحتب الثالث، وأحياء سكنية تحتوي على طوب لبني مختوم بخراطيش ملكية وأواني فخارية استخدمت في الحياة اليومية.
أهمية اكتشاف المدينة
يمثل اكتشاف “المدينة الذهبية” ثروة أثرية فريدة قادرة على إعادة تشكيل فهمنا لتاريخ مصر القديمة، هذا الاكتشاف يعزز من مكانة مصر كمركز رئيسي للحضارة الإنسانية ويجذب انتباه العالم إلى أهمية التراث المصري “المدينة الذهبية” ليست مجرد اكتشاف أثري، بل هي نافذة على عظمة الحضارة المصرية القديمة و ابتكاراتها، تساعد هذه المدينة في إلقاء ضوء جديد على الحياة المصرية اليومية وتساهم في فهم العمق الحضاري والثقافي الذي ميز تلك الحقبة بشكل أفضل.