تواصل الحضارة المصرية القديمة إبهار العالم بأسرارها العميقة ومعالمها التي تحكي قصة تقدم غير مسبوق في شتى المجالات، في الآونة الأخيرة، حيث نجحت بعثة مصرية فرنسية مشتركة في الكشف عن آثار استثنائية تحت مياه نهر النيل بمدينة أسوان، مما جذب انتباه المهتمين بالآثار حول العالم، وهذا الاكتشاف لم يكن مجرد حكاية أخرى من حكايات مصر العظيمة، بل دليلاً حياً على قدرة القدماء على إبداع تراث خالد ظل مغمورًا تحت المياه لآلاف السنين.
لوحات ونقوش تعود لملوك مصر القديمة
في إطار أعمال التنقيب التي قامت بها البعثة، عُثر على مجموعة من اللوحات والنقوش التي تعود إلى عهد بعض من أشهر ملوك مصر القديمة، مثل الملك أمنحتب الثالث وتحتمس الرابع وبسماتيك الثاني، وهذه النقوش تصور جزءًا من حياة هؤلاء الملوك وتعرض بشكل فني رائع جانبًا من فنون ونظم الحكم في تلك الفترة، مما يعطي صورة غنية عن مدى تطور الحضارة المصرية القديمة ودقة تفاصيلها.
كنز أثري في أعماق النيل يعود لـ 550 قبل الميلاد
صرح السيد هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار، الا أن الاكتشاف الأخير تحت مياه النيل بأسوان يعود تاريخه إلى حوالي 550 قبل الميلاد، وتعد هذه المنطقة من المواقع النادرة التي تمتد فيها آثار الحضارة المصرية إلى تحت سطح المياه، وأوضح أن الصخور والنقوش المكتشفة ترتبط بتكوينات صخرية ضخمة كانت جزءاً من جبال المنطقة، مما يعكس أن المكان ربما كان ذا أهمية دينية أو ثقافية خاصة في الماضي.