يعتبر غريغور ماكغريغور أحد أبرز المحتالين في التاريخ، حيث تمكن بذكائه ومهاراته الفائقة من خداع الكثيرين، و في عام 1822، قام ماكغريغور بتنفيذ واحدة من أشهر عمليات النصب التي لا تزال تثير الدهشة حتى يومنا هذا.
استغلال الهجرة نحو أمريكا
في تلك الفترة، كانت أوروبا تشهد موجة من الهجرة إلى أمريكا الجديدة، حيث سعى الكثير من الناس لبناء حياة جديدة في الأراضي المكتشفة، واستغل ماكغريغور هذا الاتجاه الهائل وبدأ بنشر شائعات تفيد بأنه يعيش حياة الأمراء في منطقة مذهلة بالقرب من النهر الأسود في هندوراس، مدعيا أنه يمتلك هذه الأرض الخلابة وحده.
حكايات خيالية وإعلانات مغرية
لم يكتف ماكغريغور بمجرد الادعاءات، بل قام بابتكار قصص وحكايات خيالية ورسم صورا فنية تعكس الحياة الفاخرة التي يعيشها، كما ألف كتابا تحت اسم مستعار يصف فيه جمال هذه الأرض الخلابة، وأطلق عليها اسم “بويايز”، استخدم هذا الكتاب كوسيلة لجذب المهاجرين، بالإضافة إلى نشر إعلانات على صفحات الصحف الشهيرة في عهده.
عمليات النصب ونجاحاته الكبيرة
تجاوزت خدع ماكغريغور الحدود المعقولة، حيث قام بطبع عملات ورقية تحمل شعار بلده الخيالي “بويايز”، بفضل هذه الحيل، استطاع أن يجني أرباحا ضخمة تقدر بحوالي 200 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ هائل في تلك الحقبة، فضلا عن أن قيمة السندات التي أصدرها تقدر بـ 3.6 مليار جنيه إسترليني.
خيبة الأمل والوصول إلى “بويايز”
بفضل بلاغته وإبداعه، أقنع ماكغريغور مجموعة من 250 شخصا بالسفر إلى “بويايز” في سبتمبر 1822، لكن عند وصولهم، كانت خيبة أملهم كبيرة، حيث لم يجدوا إلا أرضا قاحلة وغير صالحة للعيش، نتيجة الظروف القاسية، توفي ثلث هؤلاء المهاجرين بسبب المعاناة.
النهاية المأساوية لمغامرات ماكغريغور
بعد انكشاف كذبه، هرب ماكغريغور إلى فرنسا، حيث واصل محاولات النصب، ومع اهتمام الفرنسيين بدعايته، طالبوا حكومتهم بفتح أبواب الهجرة إلى “بويايز”، بعد تحقيق، تم الكشف عن حقيقته، مما أدى إلى سجنه.