لطالما أسرت مصر العالم بعجائبها القديمة، من الأهرامات الشامخة إلى المعابد الفاخرة ومع ذلك، هناك الكثير مما لا نعرفه عن مدنها المفقودة، التي ابتلعها الزمن والرمال والبحر وفقًا لموقع “ذا كوليكتور”، تستمر جهود علماء الآثار في استكشاف بقايا هذه المدن، التي كانت ذات يوم مراكز حيوية للحياة السياسية والدينية والاقتصادية في العالم القديم.
أتون: المدينة الذهبية
تُعرف أتون بـ “المدينة الذهبية المفقودة”، وقد كانت مركزًا نشطًا للإدارة والصناعة خلال الأسرة الثامنة عشرة في مصر، التي أسسها الفرعون أمنحتب الثالث تم اكتشاف أتون بالقرب من الأقصر في عام 2020، وتُعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية منذ العثور على مقبرة توت عنخ آمون.
يعود تاريخ أتون إلى أكثر من 3000 عام، وقد قدمت لمحة نادرة عن الحياة اليومية في أوج الحضارة المصرية عثر علماء الآثار على أحياء محفوظة جيدًا، تتضمن منازل ومخابز وأدوات لصهر المعادن وإنتاج الزجاج هذه الاكتشافات تكشف تفاصيل دقيقة عن الحياة اليومية للناس في تلك الحقبة.
ومع ذلك، كان العصر الذهبي لأتون قصيرًا، إذ هجرها أخناتون، ابن أمنحتب الثالث، بعد أن نقل العاصمة إلى تل العمارنة، مما أدى إلى تراجع أتون تدريجيًا في طي النسيان.
تل العمارنة: عاصمة أخناتون
تأسست تل العمارنة بواسطة الملك أخناتون حوالي عام 1348 قبل الميلاد، وهي تمثل تحولًا جذريًا في تاريخ مصر القديمة كان أخناتون شخصية مثيرة للجدل، أعاد هيكلة المشهد الديني والسياسي في مصر من خلال تعزيز عبادة إله الشمس آتون وترك الآلهة التقليدية.
على الرغم من أن تل العمارنة لم تُفقد جسديًا، إلا أن إرثها محيت من السجلات التاريخية بواسطة خلفائه ومن بين الاكتشافات البارزة هناك، رسائل تل العمارنة التي تعكس العلاقات الدبلوماسية بين مصر وجيرانها، بالإضافة إلى تمثال الملكة نفرتيتي الشهير.
بعد وفاة أخناتون، استُعيدت طيبة كعاصمة، وتم التخلي عن تل العمارنة تدريجيًا، تاركة الموقع في حالة من الخراب لآلاف السنين.