كثير من الأمور يمكن أن يحدث للإنسان دهشه عندما يعرف بها هذا الأمر ينطبق تماما على قصه فتاه الجليد وفي عام 1999، اكتشف علماء آثار في جبال الأنديز في بيرو جثة محنطة بشكل طبيعي لفتاة صغيرة، أطلق عليها اسم فتاة الجليد أو عذراء أمباتو أثارت هذه الجثة اهتمام العالم لكونها كانت محفوظة في الثلوج لأكثر من 500 عام، ما جعلها واحدة من أفضل المومياوات المحفوظة في العالم.
من هي فتاة الجليد؟
فتاة الجليد، أو خوانيتا كما سميت، كانت تبلغ من العمر حوالي 13 إلى 15 عاما عند وفاتها، وتعود إلى حضارة الإنكا يعتقد أنها كانت ضحية تضحية بشرية قدمت للإلهة في قمة جبل أمباتو، كنوع من الطقوس الدينية لدى الإنكا كانت ملابسها وزينتها تتماشى مع ثقافة الإنكا، حيث كانت ترتدي رداء فخما وأحجارا كريمة تشير إلى أهمية مكانتها.
كيف تم حفظها؟
تم حفظ جسدها بطريقة طبيعية بفضل الظروف المناخية القاسية في قمة الجبل، حيث تم تجميدها بشكل كامل بسبب انخفاض درجات الحرارة والثلوج المستمرة أدى هذا إلى بقاء جسدها وملامحها وملابسها بحالة جيدة للغاية، مما سمح للعلماء بدراسة حضارة الإنكا بشكل أعمق.
لماذا قدمت للتضحية؟
وفقا للعلماء، كانت التضحية البشرية طقسا مهما لدى الإنكا، إذ كانوا يقدمون الضحايا كقرابين للآلهة لطلب الرضا ومنع الكوارث الطبيعية أو لتحسين الحصاد كانت هذه الطقوس تجرى في أماكن مرتفعة لإظهار التقرب من الآلهة، وهو ما يفسر تضحية “فتاة الجليد” في قمة جبل أمباتو.
أهمية الاكتشاف
قدم اكتشاف فتاة الجليد نظرة ثاقبة لحضارة الإنكا، حيث أن بقاء الجثة بهذا الشكل النقي مكن العلماء من دراسة العادات والطقوس الدينية للإنكا بشكل غير مسبوق كما أتاح البحث في تفاصيل حياتها ووفاتها ومكانتها الاجتماعية، مما أسهم في فهم أعمق لتاريخ المنطقة.