لا شك أنك تساءلت يومًا عن السبب وراء رش الطيارين بالماء من جانب زملائهم بعد أول رحلة هبوط فردية، حيث تنتشر مقاطع فيديو توثق لحظة سكب الماء على الطيار بعد رحلته الأولى، وتعتبر هذه العادة من الطقوس التقليدية في عالم الطيران، ورغم شيوعها، يبقى السبب خلفها لغزًا يثير الفضول لدى عشاق الطيران وعامة الناس.
لماذا يُرش الطيار بالماء؟
يجرى عادة رش الطيارين بالماء بعد أول رحلة فردية لهم، المعروفة باسم “Solo Flight”، وهي المرة الأولى التي يقوم فيها الطيار بقيادة الطائرة دون إشراف مدرب، ويعتبر رش المياه على الطيار بعد الهبوط طقسًا قديمًا يحتفل به الطيارون كتقدير لقدرة قائد الطائرة على القيادة بمفرده، مما يمثل اعترافًا بمستوى كفاءته، وفقًا لموقع «northfly»، يعد هذا التقليد اعترافًا رسميًا بمهارة الطيار وقدرته على القيادة المستقلة.
وتعود أصول هذه العادة إلى بدايات الطيران الأولى، وحتى قبل محاولة الأخوين «رايت» قبل أكثر من 100 سنة، وفي تلك الفترة، كان التحليق بالبالون هو السائد، وكانت الرحلات تعتبر مغامرة نادرة تقتصر على الأثرياء نظرًا لمخاطرها العالية، وبعد أول تحليق بالبالون، كان يمنح الراكب لقب “بارون الجو” نظرًا لأهمية الحدث، وضمن طقوس الاحتفال، كان يرش رأس الراكب بكأس من الشراب (النبيذ)، في تعبير عن النجاح والاحتفال بهذا الانجاز.
رش الطيار بالماء عادة تقليدية قديمة
مع دخول الحرب العالمية الثانية، توفر فرص الطيران لعدد أكبر من الأشخاص، وتم الحفاظ على هذا التقليد على نطاق أوسع، خاصة في القوات الجوية، وقد تم استبدال النبيذ بالماء، نظرًا لارتفاع أسعار النبيذ، وفي بعض الأحيان يضاف زيت محرك الطائرة إلى الماء، مما يضيف طابعًا مميزًا للاحتفال.
ويقال أيضًا إن رش الطيار بالماء يعد وسيلة لتخفيف التوتر والضغط الذي يشعر به الطيار بعد أول رحلة فردية له، ويقوم زملاؤه في شركة الطيران بهذه المهمة كنوع من الدعم المعنوي، حيث يعتبر الماء وسيلة للتخفيف من الشعور بالتوتر المصاحب للهبوط.