ظهرت نظرية تفسر سبب طول رقبة الزرافة في القرن التاسع عشر، تعرف بـ”البقاء للأصلح”، وقد طورها العالم الإنجليزي تشارلز داروين، الذي أوضح أن الزرافات ذات الرقاب الأطول تستطيع الوصول إلى مزيد من أوراق الأشجار، ما يمنحها ميزة البقاء والتفوق في التنافس، واعتمد العلماء على هذه النظرية كالتفسير الأساسي لطول رقبة الزرافة.
نظرية البقاء للأصلح
منذ سنوات طويلة، اعتقد أن سبب طول رقبة الزرافة يعود إلى قدرتها على الحصول على الطعام من الأشجار، إلا أن دراسة جديدة لعلماء الأحياء من جامعة ولاية بنسلفانيا نشرت في مجلة Mammalian Biology وكشفتها صحيفة ديلي ميل البريطانية، حيث أنهم يعتقدون أن الإناث هي التي عززت السمة التطورية.
وفقًا لـ نتائج الدراسة، وجد العلماء أن إناث الزرافات تمتلك رقابًا أطول نسبيًا من الذكور، وهو ما قد يعود لاحتياجاتها الغذائية العالية خلال فترات الحمل والرضاعة، حيث تحتاج للوصول إلى عمق الأشجار للحصول على الطعام الكافي، كما أن شكل أجسامها المائل يسهل هذا النوع من الطعام، بينما يميل الذكور لأجسام أكثر عمودية تناسب حاجتهم للفت انتباه الإناث.
سبب طول عنق الذكور
والجدير بالإشارة، أن الذكور يمتلكون أعناقًا أعرض وأرجلًا أمامية أطول، وهو ما يساعدهم في الصراع مع الذكور الآخرين للفوز بالإناث، ويفسر البروفيسور دوغلاس كافينر ذلك بقوله: “الزرافات من الصعب إرضاءها عند تناول الطعام، إذ تتغذى على أوراق عدد محدود من أنواع الأشجار، وتساعدها أعناقها الطويلة في الوصول إلى أوراق أعمق في الأشجار”.
الرقابة مقابل التزاوج
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر «سجال أرقبة» هو القتال الذي يحدث بين الذكور «يؤرجحون أعناقهم تجاه بعضهم البعض لتأكيد الهيمنة»، هي فرضية نشرتها الدراسة سميت «الرقابة مقابل التزاوج»، التي تدل على أن الذكور ذوي الرقاب الأطول والأكثر سمكًا كانوا أكثر نجاحًا في التنافس، مما ساهم في التكاثر ونقل جيناتهم إلى الأبناء.
ووثق العلماء في دراستهم أن التطور الأولي لطول الرقبة والساقين لدى الزرافات كان مدفوعًا بالمنافسة بين احتياجات الإناث الغذائية خلال فترات الحمل والرضاعة، عن طريق الانتقاء الطبيعي في تحقيق ميزة تنافسية، ولاحقًا تطورت الرقبة نتيجة للصراعات بين الذكور، ليكون هذا هو السبب وراء رقبة الزرافة الطويلة.